المقدمة

﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ1.

اعتاد أكثر الناس أن يهتمّوا في زيارتهم لبيت الله الحرام بجانب المظهر الخارجيّ للحجّ ناسين الأبعاد الإلهيّة المتوخَّاة من هذا المؤتمر الكبير، الّذي جمع الله فيه المسلمين من شتّى أرجاء العالم بألوانهم المختلفة وعروقهم المتنوّعة وطبقاتهم المتعدَّدة. وجاء إمام الأمّة الراحل الخمينيّ العظيم قدس سره ليُلفت الناس إلى الأبعاد الكبيرة الّتي أرادها الله في الحج الإبراهيميّ المحمّديّ فقال في إحدى كلماته: "إنّ على المسلمين الّذين يحملون رسالة الله تعالى أن يستفيدوا من المحتوى السياسيّ والاجتماعيّ للحجّ إضافة إلى محتواه العباديّ، ولا يكتفوا بالمظهر الخارجيّ".

وأكثر الإمام قدس سره من الكلام عن أبعاد الحجّ هذه ليتنبَّه المسلمون إليها فتكون الاستفادة العظمى من هذا المؤتمر العظيم. ولتحقيق هذا الهدف السامي جمعنا بعض كلمات الإمام في هذه الأبعاد الإلهيّة للحجّ عسى أن تكون محلّاً للإفادة والاستفادة راجين من الله تعالى للإمام المقام العليّ. ولمن استفاد من تعاليمه فعمل على رفعة شأن الإسلام والمسلمين الثواب الجزيل.

مركز نون للتأليف والترجمة
 

دعاء

إلهي! ارحم إمامنا وقائدنا الراحل ذلك العبد الصالح الممتَحَن وخَلَف الصدق للأولياء، ذلك الإنسان التقيّ الزاهد الواعي، الّذي كان سعيه لأجل رضاك. ولأجلك كان يصنّف أعداءه وأصدقاءه. وفي سبيلك، ولأجلك لم يجزع من أيّ مصاعب. وأنزِل عليه رحمتك واشمله بفضلك. واجعل اللّهمّ جزءاً وفيراً من حجّ الحجّاج، وعبادة العبّاد، وسعي الساعين الّذين شُملوا بهدايته وقيادته، عائداً لروحه الطاهرة، وحقّق اللّهمّ في مقام العمل آماله الكبيرة الّتي هي في نهوض "الحجّ الإبراهيميّ"، واستفادة الأمّة الإسلاميّة من هذه المراسم الإلهيّة العظيمة.


الإمام القائد السيّد عليّ الخامنئيّ دام ظله
 

هوامش

1- سورة آل عمران، الآية: 96.