المحاضرة الرابعة عشرة: زيارة الرسول في المدينة

ورد في الحديث:
"ما بَعْدَ مكّة بُقْعَةٌ أَفَضْلَ مِنْ مَدينَة الرِّسولِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَالأْعَمْالُ فيها أَيْضاً تُضاعَفُ".


الهدف:

بيان أهمّيّة زيارة النبيّ في المدينة المنوّرة وفضلها وثوابها، وكونها من متممّات أعمال الحجّ.

تصدير الموضوع:

قال تعالى:
﴿وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ1.


71


محاور الموضوع:

ورد في الحديث: "ما بَعْدَ مكّة بُقْعَةٌ أَفَضْلَ مِنْ مَدينَة الرِّسولِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَالأْعَمْالُ فيها أَيْضاً تُضاعَفُ".

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صَلاةٌ في مَسْجِديِ هذا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فيما سِواهُ إلّا الْمَسْجِد الحرامُ"
2.

وعن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال لأبي حمزة الثماليّ: "المساجدُ الأربعةُ: المسجدُ الحرامُ ومسجدُ الرِّسولِ ومسجدُ بيتِ المقدسِ ومسجدُ الكوفةِ، يا أبا حمزةَ، الفريضةُ فيها تَعْدِلُ حِجَّةً والنّافِلَةُ تَعْدِلُ عُمْرَةً"
3.

أهمّيّة الولاية في قبول الأعمال


عن أبي حمزة قال: "قال لنا عليّ بن الحسين عليه السلام أيّ البقاع أفضلُ؟ فقلْتَ اللهُ ورسولُهُ وابنُ رسولِهِ أعلمُ، فقال عليه السلام: أَمّا أَفْضَلُ البِقاعِ ما بينَ الرّكَّنِ وَالمَقامِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً عَمَّرَ ما عَمَّرَ نوحٌ في قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إلّا خمَسْينَ عاماً، يَصوُم النَّهارَ وَيقومُ اللَّيلَ ثُمَّ لَقِيَ اللهَ بِغَيْرِ وِلاَيتِنا لَمْ يَنْفَعْهُ ذلِكَ شَيْئاً"
4.

فضيلة زيارة قبرالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم

1- تماميّة الحجّ: عن الإمام الصادق عليه السلام: "إِذا حَجَّ أَحَدُكُمْ


72


فَلْيَخْتِمْ حَجَّهُ بِزِيارَتِنِا لأَنَّ ذلِكَ مِنْ تَمامِ الْحَجِّ"5.
وعن الإمام عليّ عليه السلام: "إِبْدَأُوا بِمكّة وَاخْتِمُوا بِنا"
6.

2- شفاعتهم يوم القيامة: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ حَجَّ فَزارَ قَبْري بَعْدَ وَفاتي، كانَ كَمَنْ زارَني في حَياتي"
7، وعن الحسن بن عليٍّ الوشّاء، قال: سمعت الرّضا عليه السلام يقول: "إِنَّ لِكُلِّ إِمامٍ عَهْداً في عُنُقِ أَوْلِيائِهِ وَشيَعتِهِ، وَإِنّ مِنْ تَمام الْوَفاءِ بِالْعَهْدِ زِيارَةَ قبورِهِمْ فَمَنْ زارَهُمْ رَغَبةً في زِيارَتِهِمْ وَتَصْدِيقاً بِمَا رَغبُوا فيهِ كانَ أَئِمَّتُهُمْ شُفَعاؤُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ"8.

وعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ حَجَّ الَبَيْتَ وَلَمْ يَزُرْني فَقَدْ جَفاني"
9.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ زارَ قَبْري وَجَبَتْ لَهُ شَفاعَتي"
10.

3- فضل وثواب حجّتين: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ حَجَّ إِلى مكّة ثُمَّ قَصَدَني في مَسْجِدي كُتِبَتْ لَهُ حَجَّتانِ مَبْرورَتانِ"
11.

من آداب الزيارة

إِنّ لِزِيارة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كما الأئمّة الأطهار، جملة من السنن والآداب الَّتي يستحبّ إلفات نظر الحاجّ إليها:


73


1- الغسل والطهارة.
2- ارتداء الملابس الطاهرة والتطيّب قبل دخول الروضة المقدّسة.
3- ذكر الله أثناء المسير إلى الحرم المطهّر، بالتكبير، والتهليل، والتسبيح، والتحميد، والصلاة على النبيّ وآله.
4- تقصير الخُطَى عند الخروج للزيارة، والسير بسكينة ووقار.
5- الوقوف على باب الحرم الشريف والاستئذان بالدخول، وأن يزور واقفاً.
6- الإستشفاع بصاحب القبر إلى الله لقضاء الحوائج.
7- أن يزور بالزيارات المأثورة الواردة عن الأئمّة الأطهار.
8- أن لا يرفع صوته كثيراً عند قراءة الزيارة.
9- أن يترك اللغو وما لا ينبغي من الكلام والجدال الفارغ في البقاع الطاهرة.
10- أن يودّع الرسول عند خروجه، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "يَنْبَغي لِلّزائِرِ أَنْ يَكونَ آخِرَ عَهْدِهِ خارِجاً مِنَ المْدَينَةِ قَبرَ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يُوَدِّعُهُ كَما يَفْعَلُ يَوْمَ دُخولِهِ"
12.


74


هوامش

1- البقرة، 196.
2- تذكرة الفقهاء، العلّامة الحلّي، ج6، ص274.
3- منتهى المطلب، العلّامة الحلّي، ج1، ص386.
4- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج2، ص245
5- الحجّ والعمرة في الكتاب والسنّة، ص256.
6- الوسائل، ج10، ص260.
7- الغدير، الشيخ الاميني، ج5، ص98.
8- الكافي، الشيخ الكليني، ج4، ص567.
9- كنز العمّال، المتّقي الهندي، ج5، ص135.
10- العقائد الإسلامية، مركز المصطفى، ج3، ص481.
11- الزيارة في الكتاب والسنّة، الشيخ جعفر السبحاني، ص52.
12- مستدرك الوسائل، ميرزا النوري، ح10، ص200.