قال الله تعالى:
﴿رَّبَّنَا
إِنِّي أَسْكَنتُ مِن
ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ
غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ
بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ
الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ
أَفْئِدَةً مِّنَ النّاس
تَهْوِي إِلَيْهِمْ
وَارْزُقْهُم مِّنَ
الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ
يَشْكُرُونَ﴾1.
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "والله
إنّك لخير أرض الله وأحبّ
أرض الله إلى الله عزَّ
وجلَّ، ولولا أنّي أخرجت
منك ما خرجت"2.
عن الإمام عليّ بن الحسين
عليه السلام: "النائم
بمكّة كالمتجهد بين
البلدان يأمن فيها كلّ
خائف دخلها (حتى) الطير
والوحش"3..
1
ـ البيت الحرام (الكعبة)
شكل الكعبة
قال تعالى:
﴿إِنَّ
أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ
لِلنَّاسِ لَلَّذِي
بِبَكَّةَ مُبَارَكًا
وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾4.
الكعبة الآن من الخارج
على التعديل الذي رجع
إليه الحجّاج، وهو ما
كانت عليه طيلة حياة
النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم، وهي ذات شكل
مربّع تقريباً، مبني
بالحجارة الزرقاء الصلبة،
ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر
متراً، (15 متر) وطول
ضلعها الذي فيه الميزاب
والذي قبالته عشرة أمتار
وعشر سنتيمترات.
ويحيط بالكعبة من خارجها
قصّة من البناء في أسفلها،
متوسّط ارتفاعها خمسة
وعشرون سنتيمتراً،
ومتوسّط عرضها ثلاثون
سنتيمتراً، وتسمى
بالشاذروان.
الحجر الأسود:
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "الحَجَرُ
يمينُ اللهِ في أرضِهِ
فَمَنْ مَسَحَهُ مَسَحَ
يَدَ اللهِ".
الحجر الأسود: وهو حجر
صقيل بيضاوي غير منتظم،
ولونه (الحالي) أسود يميل
إلى الاحمرار، وفيه نقط
حمراء وتعاريج
صفراء،
وهي أثر لحام القطع التي
كانت تكسّرت منه، وقطره
نحو ثلاثين سنتيمتراً،
ويحيط به اطار من الفضة
عرضه عشرة سنتيمترات.
نوعه:
هذا الحجر ليس من الأحجار
العادية المعروفة، وإنّما
هو حجر جاء به جبريل عليه
السلام من الجنّة. ولونه
الأصلي أبيض من الثلج
وأمّا سبب اسوداده كما
ورد في الخبر أنّ خطايا
بني آدم هي التي سوّدته.
خصائص الحجر الأسود
إنّ لهذا الحجر المبارك
عدّة خصائص أهمّها:
1 ـ استحباب تقبيله
واستلامه.
2 ـ إنّه في أشرف مكان في
بيت الله المعظّم (الركن
الشرقيّ).
3 ـ إنّه في المكان الذي
يشرع ابتداء الطواف
بالبيت منه.
4 ـ إنّ استلامه كمن بايع
الله ورسوله.
5 ـ يشهد يوم القيامة لمن
استلمه بحقّ.
6 ـ إنّه شافع ومشفّع يوم
القيامة.
7 ـ إنّه في الأرض بمنزلة
يمين الله.
أركان الكعبة
تسمّى زوايا البيت العتيق
الخارجية بالأركان، وهي
أربعة:
الأوّل: الركن الأسود:
سُمِّيَ به لأنّ فيه
الحجر الأسود، ويسمّى
أيضاً بالركن الشرقيّ،
ومنه بالطواف.
الثاني: الركن العراقيّ:
سُمِّيَ بذلك
لأنّه إلى جهة العراق،
ويسمّى هذا الركن أيضاً
بالركن الشماليّ نسبة إلى
جهة الشمال، وبين هذا
الركن والركن الأسود يقع
باب الكعبة.
الثالث: الركن الشاميّ:
سُمِّيَ بذلك
لأنّه إلى جهة الشام
والمغرب، ويسمّى هذا
الركن أيضاً بالركن
الغربيّ، وبين هذا الركن
والركن العراقيّ يقع حجر
إسماعيل الذي يصبّ فيه
ميزاب الكعبة.
الرابع: الركن اليمانيّ:
سُمِّيَ باليماني لاتجاهه
إلى اليمن.
شاذروان الكعبة
أمّا شاذروان
الكعبة فهو البناء المحاط
بأسفل جدار الكعبة
ممّا يلي أرض المطاف من
جهاتها الثلاث الشرقيّة،
والغربيّة، والجنوبيّة.
وشكل هذا الشاذروان، هو
بناء مسنَّم بأحجار
الرخام المرمر.
وأمّا الجهة الشماليّة
فليس فيها شاذروان مثل
الجهات الثلاث، وإنّما
بها بناء بسيط من حجر
الصوّان من نوع الحجر
الذي بنيت به الكعبة
المعظّمة، وذلك هو أنه من
أصل الكعبة وليس بشاذروان.
باب الكعبة
لمّا عمّرته قريش جعلت له
باباً بمصراعين. وقال ابن
فهد: إنّ الباب الذي كان
على الكعبة قبل بناء ابن
الزبير بمصراعين، طوله
أحد عشر ذراعاً من الأرض
إلى منتهى أعلاه، وكان
الباب الذي عمله ابن
الزبير أحد عشر ذراعاً،
فلمّا كان الحجّاج عمل
لها باباً طوله ستّة أذرع
وشبراً.
وذلك أنّ الحَجّاج أحدث
بعض التغيّيرات على بناء
ابن الزبير، ومنها أنّه
رفع باب الكعبة عمّا كان
عليه في زمن ابن الزبير.
حجر إسماعيل
عن الإمام الصادق
عليه السلام:"الحجر
بيت إسماعيل وفيه قبر
هاجر وقبر إسماعيل عليه
السلام ".
أمّا حجر إسماعيل،
فهو الحائط الواقع شمال
الكعبة المعظّمة، وهو على
شكل نصف دائرة. وقد جعله
إبراهيم الخليل عليه
السلام عريشاً إلى جانب
الكعبة المعظّمة، على ما
ذكره الأزرقيّ.
ميزاب الرحمة
في أعلى الجدار الشماليّ
في منصفة الميزاب الذي
وضع لتصريف ماء المطر،
الذي ينزل على سطح الكعبة،
ويسمّى (ميزاب الرحمة).
وأوّل من وضع ميزاباً
للكعبة قريش حين بنتها
سنة 35 من ولادة النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم،
حيث كانت قبل ذلك بلا سقف.
وقد عمل السلطان عبد
المجيد خان ميزاباً صنع
بالقسطنطيّة سنة 1276م،
وركب في السنة نفسها، وهو
مصفّح بالذهب نحو
خمسين رطلاً وهو آخر
ميزاب، وهو الموجود الآن
بالكعبة المشرّفة.
فضل الدعاء تحت الميزاب:
روي عن الإمام الباقر
عليه السلام:
"إِذا نَظَرْتَ
إلى الميزاب تقول: (اللَّهُمَّ
اعْتِقْ رَقَبَتَي مِنَ
النّارِ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ
مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ
وادْرَأْ عَنّي شَرَّ
فَسَقَةِ الجِنِّ
والإِنْسِ وَأَدْخِلْنِي
الجنّة بَرَحْمَتِكَ)".
المستجار:
عن الإمام الصادق عليه
السلام:
"بَنى إبراهيمُ
البيتَ وجعلَ لَهُ بابينِ:
بابٌ إلى المشرقِ وبابٌ
إلى المغربِ والبابُ
الَّذي إلى المغربِ يسمّى
المُسَتَجارُ".
قال الفاسيّ المكيّ:
"هو ما بين
الرّكن اليمانيّ إلى
الباب المسدود في دُبُر
الكعبة".
ما يفعل عند المستجار
عن معاوية بن عمار قال:
قال أبو عبد الله عليه
السلام:
"إّذا فَرَغْتَ
مِنْ طوافِكَ وَبَلْغَتَ
مُؤَخَّرَ
الكَعْبَةِ"
ـ وهو بحذاء المستجار دون
الركن اليمانيّ بقليل ـ
"فابْسُطَ
يَدَيْكَ على البيتِ،
وَأَلْصِقَ بَطْنَكَ
وَخَدَّكَ بِالْبَيْتِ،
وَقُلْ: (اللَّهُمَّ
البيتَ بيتُكَ وَالعبدُ
عبدُك وهذا مكانُ العائذِ
بِكَ مِنَ النّارِ) ثمّ
أَقِرَّ لِرَبِّكَ بِما
عَمِلْتَ فَإِنَّهُ لَيْسَ
مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنِ
يُقِرُّ لربِّهِ بذنوبِهِ
في هذا المكانِ إلّا غفر
اللهُ لَهُ إنْ شاءَ اللهَ..."
إلى أن قال:
"ثُمَّ تستجيرُ
باللهِ مِنَ النّارِ،
وتخَيّرُ لنفسِكَ منَ
الدعاءِ، ثمّ استِلمِ
الرَّكنَ اليمانيَّ، ثمّ
ائت الحجرَ الأسودَ".
الملتزم:
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم:
"ما دَعا أحدٌ
بشيء في هذا الملتزمِ
إلّا استُجيبَ لَهُ".
وهو ما بين الحجر الأسود
والباب، ويقال له: المدعى
والمتعوَّذ.
وسمّي الملتزم لكون
النّاس يلتزمون هذا
المكان ويدعون عنده، وهو
من المواطن التي يستجاب
فيها الدعاء.
الحطيم
قال الفيروزآبادي: الحطم:
الكسر. والحطيم: حجر
الكعبة، أو جداره، أو ما
بين الركن وزمزم والمقام،
وزاد بعضهم الحجر
(بكسر
الأوّل)، أو من المقام
إلى الباب، أو ما بين
الركن الأسود إلى الباب
إلى المقام، حيث ينحطم
النّاس للدعاء. وكانت
الجأهليّة تتحالف هناك.
عن معاوية بن عمار سألت
أبا عبد الله عليه السلام
عن الحطيم فقال:
"هو ما بين الحجر
الأسود وباب البيت وسألته
لما سمّي الحطيم، فقال:
لأنّ النّاس يحطم بعضهم
بعضاً هناك".
مقام إبراهيم عليه السلام
وقال تعالى:
﴿وَاتَّخِذُواْ
مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ
مصلّى﴾
.
المراد من مقام إبراهيم
عليه السلام هو ذلك
المقام المعروف بهذا
الاسم، الذي هو في المسجد
الحرام. وهو عبارة عن
الحجر الذي كان يقوم عليه
لبناء البيت الحرام لمّا
ارتفع جداره، وقيل: وقف
عليه حين أذّن للنّاس
بالحجّ، ولقد كان من
معجزات إبراهيم عليه
السلام أن صار الحجر تحت
قدميه
رطباً فغاضت فيه قدماه،
وقد بقي أثر قدميه ظاهراً
فيه من ذلك العصر إلى
يومنا هذا. والعرب تعرف
ذلك في جأهليتها.
ولا بدَّ من كون صلاة
الطواف خلف المقام
﴿وَاتَّخِذُواْ
مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ
مصلّى﴾5.
بئر زمزم تاريخه وفضله
هذه
البئر تقع جنوبيّ مقام
إبراهيم عليه السلام، وهي
بئر قديمة العهد، ترجع
إلى زمن إسماعيل عليه
السلام. وأوّل من أظهر
زمزم على وجه الأرض
جبرئيل عليه السلام، عند
ظمأ إسماعيل عليه السلام
سقياً من الله تعالى،
وذلك عندما ترك إبراهيم
الخليل عليه السلام زوجته
هاجر وولده إسماعيل في
مكان البيت، وكان ذلك
المكان وادياً غير ذي زرع.
يستحبّ الشرب منه والصبّ
على الرأس والظهر والبطن
وليقل عند الشرب:
"اللَّهُمَّ
اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً
ورِزْقاً واسِعاً وشفاءً
من كُلِّ داءٍ وَسَقْمٍ".
وفي الرواية عن النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم:
"ماءُ زمزمَ دواءٌ
لِما شُرِبُ لَهُ".
الصفا والمروة
قال تعالى:
﴿إِنَّ
الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ
مِن شَعَآئِرِ اللّهِ
فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ
أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ
جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن
يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن
تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ
اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾6.
أمّا المروة:
فأصلها جبل قعيقعان وهو
واقع في الجهة الشماليّة
الشرقيّة من المسجد.
والمروة مكان مرتفع عن
الأرض مثل الصفا.
أمّا الصفا
فهو قطعة من جبل أبي قبيس،
وهو واقع في الجهة
الجنوبية من المسجد
الحرام على مقربة من بابه
المسمّى بـ "باب الصفا".
الصفا والمروة:
هما الجبلان المعروفان
بالحرم وهما من الشعائر.
والصفا، قطعة من جبل أبي
قبيس والمسافة بين الصفا
والمروة حوالي أربعمائة
وخمسة أمتار (405م)، وعرض
المسعى عشرون متراً.
ويوجد ما بين الصفا
والمروة مسافة معينة
بأضواء خضراء ما يقرب 55
متراً، يستحبّ فيها
الهرولة. وعلّل ذلك في
بعض الأخبار، ليذلّ به
الجبّارين والمتكبّرين.
وعن جبل الصفا كان النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم
يخاطب أهل مكّة بالدّعوة
إلى الإسلام بقوله:
"قولوا لا إله
إلّا الله تفلحوا"
وفيه نزلت الآية الكريمة
﴿وَأَنذِرْ
عَشِيرَتَكَ
الْأَقْرَبِينَ﴾7.
مواقيت الحرم
والمواقيت ستّة:
1 ـ (ذو الحليفة) (مسجد
الشجرة) (آبار عليّ عليه
السلام ) (مسجد الإحرام)
وهو ميقات أهل المدينة،
ويبعد عن المدينة ثمانية
كيلومترات تقريباً، وسمّي
بمسجد الشجرة حيث كان
بموضعه شجرة، كان النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم
ينزل تحتها بذي الحليفة.
وقد تمّ توسيعه وبناؤه
على طراز حديث.
وفي هذا المكان آبار علي
عليه السلام وهو المحيط
الذي انشأ فيه الإمام علي
عليه السلام ثلاثة وعشرين
بئراً، فلذا سمّي بـ "آبار
عليّ".
2 ـ الجُحفة
كانت تعرف قديماً باسم (مهيَعة)
وهو مأخوذ من هاعَ هَيعاً
ـ وهيعاناً، بمعنى انبسط،
ومن هاعَ هِياعاً بمعنى
اتسع وانتشر.
ثمّ سمّيت بالجُحفة لأنّ
السيل اجتحفها في قصّة "أخوة
عاد".
والجحفة من المواقيت
الخمسة التي وقّتها رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم للنّاس. فعن ابن
عباس: أنّ رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم وقّت
لأهل المدينة "ذا الخليفة"،
ولأهل الشام "الجحفة"،
ولأهل نجد "قرن المنازل"،
ولأهل اليمن "يلملم".
3 ـ وادي العقيق (ذات عرق).
وادي العقيق ميقات أهل
العراق.
4 ـ قرن المنازل
ميقات أهل نجد ولمن يأتي
من الطائف.
5 ـ يلملم
يلملم ميقات أهل اليمن.
6 ـ فَخّ
وهو ميقات الأطفال وغير
البالغين.
من المساجد في مكّة
مسجد البيعة
مسجد بأعلى مكّة عند سوق
الغنم، "قرن المسقلة"،
ويزعمون أنّه عنده بايع
النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم النّاس بمكّة
يوم الفتح، وبعد ذلك بني
المسجد وعرف بمسجد البيعة.
مسجد الشجرة
مسجد الشجرة بأعلى مكّة
في خلف دار منارة البيضاء
التي عند سطح الجبل مقابل
الحجون.
المساجد الواقعة على حدود
الحرم
مسجد التنعيم:
التنعيم حدّ الحرم من جهة
المدينة وهو في شمال مكّة
الغربيّ، والمسافة بينه
وبين باب العمرة 6148
متراً.
وذكرنا سابقاً أنّ للحرم
حدوداً يمنع تجاوزها
باتجاه مكّة إلّا إذا كان
محرماً، ومن حدود الحرم
منطقة تسمى (التنعيم).
إنّما سمّي التنعيم لأنّ
الجبل الذي عن يمينك إذا
دخلت يقال له: ناعم،
والذي عن يسارك منعم،
والوادي نعمان.
وكلّ مكلّف يريد أن يأتي
بعمرة بامكانه أن يأتي
التنعيم ويحرم منه ويأتي
بالعمرة. والنبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم ـ
كما ورد ـ أحرم للعمرة من
هذا المكان.
مقابر مكّة المكرمة
مقبرة أبي طالب (جنّة
المعلّى) أو (الحُجون)
وتسمى مقابر قريش.
لمكّة المشرّفة مقابر
عدّة منها: المقبرة
المعروفة بـ(المُعلّاة)
وهي مقبرة أهل مكّة، وبها
قبور كثير من الصحابة.
ويقال لها:
المعلّى.
وأبي طالب، وقريش، وبني
هاشم وجنّة المعلّى.
وروي أنه مدفون بها أجداد
النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم ومنهم عبد
المطّلب وعمّه أبو طالب
وأمّ المؤمنين خديجة بنت
خويلد، والقاسم ابن النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم.
أشهر جبال مكّة
جبل حراء أو جبل النور
وفيه غار حراء
جبل حراء بأعلى مكّة،
ويقع على يسار الذاهب
منها إلى منى، يرتفع
(634) متراً، وعامّة أهل
مكّة يسمّونه (جبل النور)
وهو معروف مشهور بأثره
الخلف عن السلف، ويقصده
النّاس بالزيارة وقمّته
تشبه سنام الجمل أو
كالقبّة الملساء، وفيه
تلك الغار التي كانت
مهبطاً لجبرائيل ومكاناً
للوحي ونزول القرآن.
وكانت قبل البعثة محلاًّ
لاعتكاف رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم
وعبادته وتهجّده.
وكان يخلو بغار حراء
فيتعبّد فيه، ويعتكف،
وكانت السيّدة خديجة
عليها السلام تأتيه
بطعامه رغم صعوبة الطريق
وخشونة الجبل.
جبل ثور
جبل ثور، واقع من جهة
المسفلة على طريق اليمن،
وارتفاعه (759) متراً.
ويبعد هذا الجبل عن
المسجد الحرام بثلاث كيلو
مترات، وفي هذا الجبل
الغار الذي اختفى فيه
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم مع أبي بكر
حينما قصد الهجرة إلى
المدينة.
المشاعر
عرفات والمشعر الحرام
ومنى وما فيها من آثار
عرفات:
إنّ عرفات منطقة تقع شرقيّ
مكّة بحوالي 21 كم تقريباً،
وهي سهل واسع محاط بقوس
من الجبال يكوّن وتره
وادي عرفة.
فمن الشمال الشرقيّ يشرف
عليها جبل أسمر شامخ وهو
(جبل سعد). ومن مطلع
الشمس يشرف عليها جبل
أشهب أقلُّ ارتفاعاً من
سابقه.
وقد ورد ذكر عرفات في
القرآن الكريم بقوله
تعالى:
﴿فَإِذَا
أَفَضْتُم مِّنْ
عَرَفَاتٍ﴾8
حيث أن الوقوف بعرفة ذو
أهميّة كبيرة في الحجّ
حيث ورد: "إِنَّ الحَجَّ
عرفة" والوقوف فيها ركن
من الأركان، حيث بتركه
عمداً متعمّداً يبطل الحجّ.
ويتحقّق الوقوف بعرفة
بالوجود في أيّ جزء من
أجزائها محرماً واقفاً أو
راكباً أو مضطّجعاً،
والوقوف الواجب من زوال
يوم التاسع إلى الغروب ثمّ
يفيض من عرفات إلى
المزدلفة كما أشار إلى
ذلك القرآن الكريم. وفيه
بعض الأعمال والمستحبّات
الخاصّة، وأشهرها دعاء
الإمام الحسين عليه
السلام يوم عرفة.
وجه التسمية بعرفات:
في رواية عن معاوية
بن عمار سألت أبا عبد
الله عليه السلام عن
عرفات "لِمَ سمّيت عرفات"،
فقال:
"إنّ جِبرائيلَ
عليه السلام خَرَجَ
بإبراهيمَ عليه السلام
يومَ عَرَفَةَ فَلَمّا
زالتَ الشّمْسُ قالَ لَهُ
جبرائيلُ: يا إبراهيمُ
اعترِفْ بِذَنْبِكَ
واعَرِفْ مناسِكَكَ،
فَسُمِّيَتْ عرفاتَ
لِقَوْلِ جبرائيلَ اعترِفْ
فَاعْتَرَفَ".
وقيل لاعتراف النّاس
بذنوبهم، أو لتعارفهم
بعضهم ببعض، وقيل إنّ آدم
وحواء تعارفا بها بعد
نزولهما إلى الأرض.
جبل الرحمة
جبل عرفات على شكل
قوس كبير يحيط بوادٍ
متّسع يسمّى (عرفة)، وعلى
طرف القوس من جهة الجنوب
الطريق إلى
الطائف،
وفي طرفه من جهة الشمال
لسان يبرز إلى الغرب
يسمّى (جبل الرحمة)، وهو
جبل صغير بالنسبة لما
حوله من الجبال، ارتفاعه
قريب من 30 متراً وطوله
300 متر، ويصعد إليه
بمدارج كبيرة على شكل
سلّم غير منتظم، وعلى
يمين الصاعد على الجبل
قريباً من منتصفه مستو
طوله 15 متراً في عرض 10
أمتار، وبه مصلّى ذو قبلة
يسمّى مسجد إبراهيم عليه
السلام، والباني له
الوزير محمّد بن عليّ بن
المنصور المعروف بالجواد
الأصفهانيّ في سنة 559هـ.
مسجد نمرة
عرف هذا المسجد في
عرفات بعدّة أسماء. حيث
ورد في التاريخ باسم مسجد
النبيّ إبراهيم عليه
السلام، أو باسم مسجد
عرفة. وكان صغيراً يصلي
فيه الحجّاج، ويعرف بمسجد
النمرة.
إلّا أنّه في ظلّ التوسعة
الأخيرة، بلغت مساحة مسجد
النمرة 124000 متر مربع.
المزدلفة أو المشعر
الحرام
يقال لها المشعر
الحرام بالاطلاق المجازيّ،
وهو المسجد القائم في وسط
المزدلفة. والمزدلفة هي
الموضع الذي يؤمر الحاجّ
بنزوله والمبيت فيه، بعد
افاضته من عرفات ليلاً.
وهو ما بين المأزمين إلى
الحياض إلى وادي محسِّر،
بحيث يبلغ طول المشعر
الحرام 4370 متراً تقريباً.
وتعود تسميتها بالمزدلفة:
إلى أنّها من الازدلاف
بمعنى التقدّم والافاضة،
كما جاء في حديث معاوية
بن عمار عن الإمام الصادق
عليه السلام:
"وَإِنَّما
سُمِّيَتْ مُزْدَلِفَةِ
لأَنّهُمْ ازْدَلَفوا
إِلَيْها مِنْ عَرَفَاتَ".
1 ـ المأزمين:
وتلفظ بكسر الزاء
وبالهمز "ويجوز التخفيف
بالقلب ألفاً"، وهما
جبلان بينهما مضيق يدلف
إلى عرفات، وهو حدّ
المزدلفة من الشرق.
2 ـ حياض مُحَسِّر (وادي
محسِّر)
محسِّر: على زنة اسم
الفاعل وهو وادٍ صغير يمرّ
بين منى ومزدلفة وليس
منها، يأخذ من سفوح
ثُبَيْر إلى الأثبرة
الشرقيّة، ويدفع إلى عرفة
مارّاً بالحسينيّة. ليس
به زراعة ولا عمران،
والمعروف منه ما يمرّ فيه
الحاجّ على طريق بين منى
ومزدلفة.
مسجد المشعر الحرام
وفي المزدلفة بجانب قزح
مسجد صغير، مساحته 8000
متر مربع تقريباً. وكثير
من الحجّاج يجتمعون عنده،
ويؤدّون صلاة العشاء عملاً
بالسنّة، لانّه يستحبّ أن
تُصلّى صلاة العشاء في
المزدلفة.
مِنى
مِنى: بكسر الميم: سمّيت
بذلك لما يمنى فيها من
الماء.
وقيل: إنّها سمّيت كذلك،
لما يمنى فيها من الدعاء.
وقيل: روي عن ابن عباس: "أنّ
جبرائيلَ عليه السلام
لمَّا أرادَ أن يفارقَ
آدمَ عليه السلام قالَ
لَهُ: تَمنَّ. قال:
أتمنّى الجنّة،
فَسُمِّيَتْ بِذلِكَ
لأَمْنِيَتِهِ".
وقيل: لتمنّي إبراهيم
فيها، أن يجعل الله مكان
ابنه كبشاً يأمره بذبحه
فدية له، فأعطاه الله
مناه.
وهي أحد مشاعر الحجّ
وأقربها إلى مكّة، ينزله
الحاجّ يوم النحر وهو
العاشر من ذي الحجّة.
يجب المبيت بمنى أيام
التشريق إلّا لذوي
الأعذار، ومن ترك مبيت
ليلة، لزمه دم في هذه
الأماكن الثلاثة. ومن
الشعائر بمنى رمي الجمار.
رمي الجمرات (الرجم)
من الأعمال المهمّة
التي يجب على الحاجّ أن
يؤدّيها في أيّام التشريق،
هي رمي الجمار في منى.
وهي ثلاثة:
1 ـ جمرة العقبة 2 ـ
والجمرة الوسطى 3 ـ
والجمرة الصغرى.
والأوّلى منها هي التي
تلي مسجد الخيف، والوسطى
التي بينها وبين جمرة
العقبة الأخيرة جمرة
العقبة. وهي أقرب الجمار
إلى مكّة. والجمرة في
اللغة هي الحصاة.
الأماكن التاريخيّة في
منى
مسجد الخيف
والخيف: ما انحدر من
غلظ الجبل وارتفع عن مسيل
الماء، ومنه سمّي مسجد
الخيف من منى. يقع هذا
المسجد العظيم بمنى، في
الجهة الجنوبية على يسار
القادم من عرفات، ويمين
المقبل من مكّة. وهو مسجد
واسع كبير، مستطيل الشكل.
وفيه محراب في موضع خيمة
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم في حجّة الوداع،
وقد صلّى النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم بمكانها
الأوقات الخمسة: أوّلها
الظهر، وآخرها الصبح، ثمّ
رحل
إلى عرفة يوم التاسع،
ولهذا المسجد العظيم
قدسيّة خاصّة.
وروي عن أبي جعفر
عليه السلام، أنّه قال:
"صَلَّى في
مَسْجِدِ الْخَيْفِ
سَبْعُمائَةُ نَبِيٍّ".
|