كفاها فخراً وفضلاً أنّها
تضمّنت الجسد الطاهر
لرسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، وهو سيّد
الخلق وخاتم الأنبياء
وأفضلهم، وكفاها عزّاً
وشرفاً ما ورد في فضلها
ومنزلتها على لسان رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم حيث قال صلى الله
عليه وآله وسلم: إنّ مكّة
حرم الله حرَّمها إبراهيم
عليه السلام وإنّ المدينة
حرمي ما بين لابتيها لا
يعضد شجرها... الخ. ولمّا
دخل رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم المدينة
قال:
"اللَّهُمَّ حَبِّبْ
إلينا المدينة كما
حَبَّبْتَ إلينا مكّة أو
أشدّ وبارك في صاعها
ومُدِّها وانقل حمّاها
وَوَبَاها إلى الجحفة".
وروي أنّ الإمام الصادق
عليه السلام ذكر الدجّال
فقال: "ولا يبقى منها
سهل إلّا وطئه إلّا مكّة
والمدينة فإن على كل نقب
من أنقابها ملكاً يحفظهما
من الطاعون والدجّال".
وروي عن النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم أنّه
قال: "ما على الأرض
بقعة أحبّ إليّ من أن
يكون قبري بها". وعن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم "افتتحت
القرى بالسيف وافتتحت
المدينة بالقرآن".
وعنه صلى الله عليه
وآله وسلم: "لكلّ نبيٍّ
حرم وحرمي المدينة".
المساجد المأثورة في
المدينة المنوّرة
المسجد النبويّ الشريف
المسجد النبويّ هو
المسجد الثاني الذي بناه
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم في السنة
الأولى من الهجرة،
والأوّل هو مسجد ـ قباء ـ
وهي الواحة التي نزل فيها
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم بعد الهجرة
وأقام فيها عدّة أيام،
بانتظار وصول علي عليه
السلام بالفواطم وقد همَّ
صلى الله عليه وآله وسلم
ببناء مسجده الشريف بعد
دخول المدينة، واختار
المكان الذي بركت فيه
الناقة ليكون مسجداً
ومصلّى، فأمر صلى الله
عليه وآله وسلم بتسوية
الأرض وذلك بعد أن
اشتراها من اليتيمين. ثمّ
حفر أساسه ثلاثة أذرع
تقريباً، وجعل له ثلاثة
أبواب،
باب في مؤخرة المسجد وباب
الرحمة، والباب الذي كان
يدخل منه صلى الله عليه
وآله وسلم إلى المسجد.
ثمّ إنّ رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
بنى لعليّ عليه السلام
حُجرة، وبنى أصحابه بجانب
المسجد حُجراً سكنوها،
وكانت أبوابها إلى المسجد
فأمر النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم (قبل
معركة أحد) بسدّ هذه
الأبواب إلّا باب عليّ،
فبقي بابه إلى المسجد ليس
له طريق غيره، وفتح
الباقون أبواباً من غير
جهة المسجد، وبما أنّه
صلى الله عليه وآله وسلم
ترك باب عليّ مفتوحاً
تكلّم في ذلك النّاس فقام
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم لمخاطبتهم فحمد
الله وأثنى عليه ثمّ قال:
"أَمّا بَعْدَ
فَإِنِّي أَمَرْتُ بِسَدَ
هذِهِ الأبِوابِ إلّا بابَ
عَلِيٍّ، وَقالَ فيهِ
قائِلُكُمْ وَإِنّي واللهِ
ما سَدَدْتُ شَيْئاً وَلا
فَتَحْتُهُ وَلكنِيَ
أَمَرْتُ بِشَيْءٍ
فَاتَّبَعْتُهُ".
الصفّة
لقد جعل رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
في مؤخرة المسجد مكاناً
مظلّلاً، يعرف بالصفّة
وكان الغرباء والمساكين
يأوون إلى هذا المكان.
الروضة الشريفة
قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم:
"ما بَيْنَ
قَبْري وَمِنْبَري
رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ
الجنّة". وروي عنه صلى
الله عليه وآله وسلم أيضاً
قوله: "إنّ منبري على
تُرعةٍ من
تُرع
الجنّة". والترعة هي روضة
تكون على المكان المرتفع
خاصّة، وقيل درجة. ويبلغ
طول الروضة الشريفة اثنين
وعشرين متراً (22م)
تقريباً.
وهذه الروضة المباركة
تشمل بيت السيّدة فاطمة
الزهراء بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم،
فيكون عرض الروضة
المباركة 15 متراً.
المنبر
طلب بعض المسلمين من
النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم، أن يجعل له
مجلساً يعرفه الغريب إذا
أتاه، فبنوا له دكّة من
طين، وكان إذا خطب فيهم
ليعظهم ويرشدهم قد لا
يُسمعُ صوته، أو لا يرى
لكثرتهم، فاستأذنوه منه
أن يتّخذوا له شيئاً
ليقوم عليه إذا خطب بهم
فوافق على ذلك.
وصار يخطب على منبر
من طين. وقيل إنّ المنبر
كان من الجذع، وقيل كان
يستند على الجذع، وذلك
قبل أن يتّخذ المنبر الذي
من الخشب الذي صُنع من
شجر في الغابة القريبة من
المدينة، يعرف بشجر "الأثل"
أو "الطرفاء".
ويتألّف المنبر
الشريف من ثلاث درجات،
كان يجلس النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم
على الثالثة، ويضع قدميه
المباركين على الدرجة
الثانية.
وللمنبر رمانتان،
يمسكهما الرسول بيديه
الكريمتين إذا جلس، وكان
ارتفاعه يوازي 104 سم،
وعرض المقعد 52 سم في 52
سم.
وفي سنة 998هـ، ارسل
السلطان العثمانيّ منبراً
مصنوعاً من الرخام،
أبدعوا في صنعه غاية
الابداع، حتى صار أعجوبة
من عجائب الدنيا في وقتهن،
وهو الموجود الآن في
المسجد النبويّ.
محراب النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم
لم تعرف المحاريب في
المساجد، حتى أدخلها عمر
بن عبد العزيز في مسجد
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم في عمارة
الوليد بن عبد الملك، سنة
88 ـ 91، ففي زمان النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم
لم يكن محرابٌ، وإنّما
كان يصلّي في جنب
الأسطوانة المخلّقة.
وعندما شبّ الحريق
الثاني
في
المسجد النبويّ احترق
المحراب، وأبدل بمحراب من
الرخام. والمحراب الموجود
الآن هو من عمارة "الأشرف
قايتباي" وهو نفيس وجميل
جدّاً من حجر المرمر،
ومزيّن بالآيات القرآنيّة.
محراب فاطمة عليها السلام
يقع هذا المحراب داخل
الحجرة الشريفة جنوب
محراب التهجّد الخاصّ
بالنبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم، الواقع وراء
بيت فاطمة عليها السلام
وكان يخرج إليه ليلاً
لصلاة الليل والتهجّد،
وكذلك السيّدة فاطمة
عليها السلام تتهجّد في
محرابها ليلاً. ولكن بما
أنّ محرابها داخل الحجرة
فلا يمكن رؤيته والتبرّك
به.
الأساطين المشهورة في
المسجد
أساطين المسجد النبويّ
(أي أعمدته) التي كانت في
عهد النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم، كانت من جذوع
النخل. وقد تحرّى الذين
وسّعوا المسجد الشريف أن
يحافظوا على أماكن هذه
الأساطين، فوضعوا كلّ
اسطوانة في المكان الذي
كانت فيه على عهد النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم،
وفي المسجد النبويّ (9)
اسطوانات دخلت التاريخ
فقد كان لكلّ واحدة منها
قصّة،
حظيت
من رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم بنصيب..
وتلك الاسطوانات هي:
1 ـ الاسطوانة
المُخَلَّقة، وهي علم على
مصلّى النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم.
2 ـ اسطوانة القرعة، أو
عائشة، وقد كان مكان
تجمّع مجلس المهاجرين.
3 ـ اسطوانة التوبة،
وتعرف بأسطوانة "أبي
لبابة". وسببها قضية
"بني قُريظة" واستشارتهم
إيّاه، وأنّهم قالوا له
اننزل على حكم محمّد؟ قال:
نعم، وأشار بيده إلى حلقه،
وهو الذبح. فقال أبو
لبابة: فوالله، ما زالت
قدماي، حتى علمت أنّي خنتُ
الله ورسوله. فلم يرجع
إلى النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم ومضى إلى
المسجد، وارتبط إلى جذع
في موضع اسطوانة التوبة،
وأنزل الله عزَّ وجلَّ
فيه:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ
اللّهَ وَالرَّسُولَ
وَتَخُونُواْ
أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ
تَعْلَمُونَ﴾1.
ثمّ حلف عليه السلام
لا يحلّ نفسه حتى يحلّه
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، أو تنزل توبته،
وظلّ كذلك، حتى نزلت
توبته على النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم
سَحَراً
﴿وَآخَرُونَ
اعْتَرَفُواْ
بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ
عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ
سَيِّئًا عَسَى اللّهُ
أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ
إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ﴾2،
فلمّا مرّ عليه خارجاً
إلى صلاة الصبح أطلقه،
ولهذا سمّيت الأسطوانة
بأسطوانة التوبة.
4 ـ اسطوانة السرير، وهي
محلّ اعتكاف النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم.
5 ـ اسطوانة المحرس، وهي
مصلّى أمير المؤمنين عليه
السلام حيث كان يحرس
النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم.
6 ـ اسطوانة الوفود، كان
النبيّ يجلس عندها ليقابل
وفود العرب.
7 ـ اسطوانة مربعة القبر،
أو مقام جبرائيل وهو باب
فاطمة بنت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم.
8 ـ اسطوانة التهجّد، وهي
وراء بيت فاطمة عليها
السلام كان يخرج النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم
إليها ليلاً لأداء صلاة
الليل والتهجّد.
9 ـ اسطوانة الحنانة، وهو
مكان وقوف النبيّ للخطبة
على جذع في المسجد، وقد
حنّ الجذع عندما جاوزه
النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم، إلى المنبر.
بيت النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم (الحجرة
الشريفة)
لمّا تزوج رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم
نساءه بنى لهنّ حجراً،
وهي تسعة أبيات. تقع ما
بين بيت عائشة إلى الباب
الذي يلي باب النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم، وهو
المعروف بباب الرحمة.
وكانت مساحة الحجرة
المطهّرة عشرة أذرع وثلثي
ذراع طولاً، وعشرة أذرع
وربع ذراع وسدس ذراع عرضاً،
ويتصل بعض البيت المطهر
من جهة الشمال بدار
السيّدة فاطمة بنت النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم.
إلّا أنّه وللأسف الشديد
أمر الوليد بن عبد الملك
بهدم بيوت نساء النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم
بسبب التوسعة التي أرادها.
بيت فاطمة عليها السلام
بيت فاطمة عليها السلام
ملاصق لبيت عائشة، وكانت
فيه كوّة أي (خرق في
الحائط) مفتوحة بينهما،
ليطلّع النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم على أخبار
فاطمة وعيالها إذا ما قام
من مكانه إلى المخرج.
ويقع بيتها عليها
السلام عند انتهاء الحائط
الغربيّ من الحجرة
الشريفة، بالقرب من
اسطوانة الوفود والحرس.
وكان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم في كلّ
صباح، يقف على باب هذا
البيت الطاهر، ويأخذ
بعضادتيْ الباب ويقول:
"السّلامُ
عَلَيْكُمْ أَهْلَ
الْبَيْتِ".
قبر النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم ومرقده الطاهر
روى (ابن سعد) عدّة
روايات، في أنَّه صلى
الله عليه وآله وسلم توفي
في حجر عليّ بن أبي طالب
عليه السلام. وكانت وفاته
صلى الله عليه وآله وسلم
يوم الإثنين على المشهور
بين العلماء عند الزوال
لليلتين بقيتا من صفر.
وكان دفنه صلى الله عليه
وآله وسلم في حجرة بيته،
وقد جعل رأسه الشريف إلى
المغرب ورجلاه إلى المشرق
ووجهه الكريم إلى القبلة.
إحداث القبّة
لم تكن على الحجرة
المطهّرة قبّة، وإنّما
كانت الحجرة مسقوفة
بالخشب، سُمِّر بعضه فوق
بعض وجعل عليه ثوب مشمّع.
ثمّ أمر بتجديد بنائها
السلطان محمود بن السلطان
عبد الحميد، وذلك سنة
1233هـ، ثمّ أمر بصبغها
فصبغت باللون الأخضر، بعد
أن كان لونها أزرقاً.
وكانت تعرف بالبيضاء
والزرقاء.
قبر فاطمة عليها السلام
وروى ابن سعد روايات
كثيرة بعدّة أسانيد عن
الزهري أنّ عليّاً عليه
السلام دفن فاطمة بنت
رسول الله ليلاً، فلذا
اختلف في موضع دفنها.
وهناك ثلاثة أماكن محتملة:
1 ـ قيل دفنت في بيتها.
2 ـ وقيل دفنت في البقيع
وسوَّى عليّ عليه السلام
حول قبرها قبوراً مزورة
حتى لا يعرف أحد موضعه.
3 ـ وقيل أنّها دفنت في
الروضة، لأنّ النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم قال:
"ما بَيْنَ
قَبْري وَمِنْبَري
رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ
الجنّة". وعن الطبريّ
في
دلائل الإمامة عن محمّد
بن همّام، أن عليّاً عليه
السلام دفنها بالروضة
وعمّى موضع قبرها. قال
وأصبح البقيع ليلة دفنت
وفيه أربعون قبراً جدداً.
مكان الجنائز
يقع هذا المكان في
الجهة الشرقيّة للبيت
الطاهر، وكان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
في بداية الأمر ـ إذا مات
شخص شهده وصلّى عليه حيث
يدفن، إلّا أنّه كان في
تلك مشقّة على رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم،
فقالوا نحن نأتي النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم
بجنائزنا حتى يصلّي عليها
عند بيته، وكان ذلك أرفق
به، ففعلوا ذلك.
مقام جبرائيل عليه السلام
اختُلف في مكان (مقام
جبرائيل)، وهو المكان
الذي كان يهبط عليه صلى
الله عليه وآله وسلم
جبرائيل عليه السلام،
فقيل يقع في الزاوية
الغربيّة الشماليّة لبيت
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم عند مربعة
القبر.
محل آذان بلال الحبشيّ
لم يكن بالمسجد مآذن على
عهد رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، وإنّما
كان يؤذّن على اسطوانة
بدار عبد الله بن عمر،
التي تعرف بـ(دار العشُرة)
وهي في قبلة المسجد، أي
جنوب المسجد، وكان بلال
يرقى إليها ليقيم الآذان،
وبعد التوسعة دخلت هذه
الدار في المسجد.
أبواب المسجد
النبويّ
باب جبرائيل
هو من أهمّ الأبواب في
المسجد النبويّ الشريف،
ويعرف بعدّة أسماء منها (باب
عثمان) و(باب الجنائز).
وأمّا سبب التسمية بـ(باب
جبرائيل) قيل أنّ جبرائيل
عليه السلام عندما كان
ينزل على النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم بالوحي،
كان يدخل من هذا الباب.
ومكان باب جبرائيل الأصليّ
خلف حجرة النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم، ومنه كان
النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم يدخل إلى
المسجد، إلّا أنّه بعد
توسعة المسجد الأولى بعد
غزوة خيبر نقل إلى جهة
الشمال حوالي أربعة أمتار.
باب الرحمة أو باب عاتكة
سمّي بهذا الاسم بعد
عهد رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، يقع في
الجدار الغربيّ للمسجد
ويقابل باب النساء وقد
غلبت تسميته بباب الرحمة.
المساجد السبعة
وفي سنة 88هـ، قام عمر بن
عبد العزيز ببناء ستّة
مساجد في منطقة "الخندق"
وسمّيت بأسماء الصحابة،
وقيل سبعة وهدم أحدها،
وقيل المساجد ستّة،
وبضميمة مسجد القبلتين
تصبح سبعة.
وتقع هذه المساجد بالجهة
الشماليّة الغربيّة لجبل
سلع، وهي: مسجد الفتح،
مسجد عليّ بن أبي طالب
عليه السلام، مسجد
السيّدة فاطمة الزهراء
عليها السلام، مسجد سلمان
الفارسيّ (المحمّديّ)،
مسجد أبي بكر ومسجد عمر
بن الخطاب.
مسجد القبلتين
قال تعالى:
﴿قَدْ
نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ
فِي السَّمَاء
فَلَنُوَلِّيَنَّكَ
قِبْلَةً تَرْضَاهَا
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾.
روي أنّ رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
صلى إلى بيت المقدس بعد
قدومه المدينة ستّة عشر
أو سبعة عشر شهراً. وكان
النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم بعد كلّ صلاة،
ينتظر أمر ربّه في القبلة.
فأنزل الله تعالى:
﴿قَدْ
نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ
فِي السَّمَاء﴾4
إلى أن نزل الأمر الإلهيّ
يأمره بأن يتوجَّه نحوَ
الكعبة.
﴿فَوَلِّ
وَجْهَكَ شَطْرَ
الْمَسْجِدِ الحَرَامِ
﴾5.
وروي أنّ القبلة صرفت،
ورسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قد صلّى
بأصحابه ركعتين من صلاة
الظهر، فتحوّل في الصلاة،
واستقبل الميزاب وحوّل
الرجال مكان النساء،
والنساء مكان الرجال. (طبعاً
كان التحويل (180) درجة
أي نصف دائرة تقريباً).
يقع المسجد على هضاب حرّة
الوبرة، في الطريق
الشمالي الغربيّ للمدينة.
مسجد قباء
هو أوّل مسجد أسّس
على التقوى، قال الله
تعالى في سورة التوبة:
﴿وَالَّذِينَ
اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا
ضِرَارًا وَكُفْرًا
وَتَفْرِيقًا بَيْنَ
الْمُؤْمِنِينَ
وَإِرْصَادًا لِّمَنْ
حَارَبَ اللّهَ
وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ
وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ
أَرَدْنَا إلّا
الْحُسْنَى وَاللّهُ
يَشْهَدُ إِنَّهُمْ
لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ
فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ
أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى
مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ
أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ
فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ
أَن يَتَطَهَّرُواْ
وَاللّهُ يُحِبُّ
الْمُطَّهِّرِينَ
﴾6.
هذه الآيات تشهد لهذا
المسجد العظيم بالعظمة،
والخير والبركات،
والتفوّق على غيره من
المساجد.
موقعه
يقع هذا المسجد في الجنوب
الغربي للمدينة المنوّرة،
ويبعد عن المسجد النبويّ
حوالى 5/3 كيلومتر، وله
محراب ومنارة، ومنبر
رخامي، وفيه بئر ينسب
لأبي أيوب الأنصاريّ،
وفيه مصلّى النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم،
وكان فيه مبرك الناقة.
لمّا وصل رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم قرية
قباء في شهر ربيع الأوّل،
نزل في بني عمرو بن عوف
بقباء على كلثوم بن الهدم
وكان له مربد، فأخذه منه
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وأسّس مسجد
قباء، وهو أوّل مسجد أسّس
على التقوى. وكان صلى
الله عليه وآله وسلم،
ينقل بنفسه الحجر والصخر
والتراب مع صحابته.
أشهر مقابر المدينة
"بقيع الغرقد"
البقيع الغرقد
يقع البقيع الغرقد في
الجهة الجنوبيّة الشرقيّة
للمسجد النبوي، والبقيع
كان مقبرة قبل الإسلام،
حيث أنّ أهل يثرب كانوا
يدفنون موتاهم فيه.
جبل أحد
وهو أحد جبال المدينة
على نحو ميلين أو ثلاثة
منها وورد فيه عن النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم:
"أَنَّ أُحُداً
هذا جَبَلٌ يُحِبُّنا
وَنُحِبُّهُ"
وقد وقعت حوله معركة
سمّيت بمعركة أحد في شهر
شوال سنة ثلاث من الهجرة.
وسقط في معركة أحد حوالي
70 شهيداً من صفوف
المسلمين، وعلى رأسهم
سيّد الشهداء حمزة بن عبد
المطلب عمّ النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم،
ووقع عدد من الجرحى،
استشهدوا فيما بعد أيضاً،
فدفنوا في البقيع على بعد
حوالي 20 متراً من قبر
إبراهيم بن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم.
فيما دُفن الحمزة سيّد
الشهداء بالقرب من جبل
أحد.
|