عن الإمام الصادق
عليه السلام:
"وَطُفْ بِقَلْبِكَ مَعَ
الْمَلائِكَةِ حَوْلَ
الْعَرْشِ، كَطَوافِكَ
مَعَ الْمُسْلِمينَ
بِنَفْسِكَ حَوْلَ
الْبَيْتِ".
الهدف
تعريف الحجيج بأسرار منسك
الطواف حول البيت، وثوابه،
ومضامين أدعيته، ودلالات
صلاة ركعتين بعده.
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿وَلْيَطَّوَّفُوا
بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾1
.
محاور الموضوع
طوافك بالبيت الحرام
عزيزي الحاجّ، ينبغي أن
يكون طوافاً بقلبك، لا
بجسدك حول الحضرة
الربوبيّة المتمثّلة
بالكعبة الشريفة. وأن
تبدأ بالذكر، وتختم به،
مقرّاً بأنّ الله هو
المبدأ والمعاد، والأوّل
والآخر، وإليه تُرجع كلّ
الأمور.
ثواب الطواف
عن الإمام الصادق عليه
السلام: "وَطُفْ
بِقَلْبِكَ مَعَ
الْمَلائِكَةِ حَوْلَ
الْعَرْشِ، كَطَوافِكَ
مَعَ الْمُسْلِمينَ
بِنَفْسِكَ حَوْلَ
الْبَيْتِ"2.
وعنه سلام الله عليه أيضاً،
قوله: "مَنْ طافَ في
الْبَيْتِ طَوْفاً واحِداً
كَتَبَ اللهُ لَهُ سِتَّةَ
آلافٍ حَسَنَةٍ وَمَحا
عَنْهُ سِتَّةَ آلافِ
سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ
سِتَّةَ آلافِ دَرَجَةٍ"3.
وقفةٌ مع مضامين أدعية
الأشواط
لعلّ ما ينبغي على الحاجّ
استحضارُه، والتوجُّه
إليه، وطلبه من الله
تعالى، مستخلصٌ من مضامينِ
أدعيةِ الأشواط، والّتي
هي كالآتي:
- دعاء الشوط الأوّل:
الإقرار بالربوبيّة لله
تعالى، فقد ورد في
الدّعاء: "اللَّهُمَّ
أَسْأَلَكَ باسمِكَ الّذي
يُمْشى بِهِ عَلَى طَلَلِ
الماءِ
كَما
يُمشَى بِهِ على جَدَدِ
الأَرضِ، وأسألك باسمك
الّذي يَهْتَزُّ لَهُ
عَرْشُكَ، وَأَسْأَلُكَ
بِاسْمِكَ الّذي تَهْتَزُّ
لَهُ أَقْدامُ
مَلائِكَتِكَ..."4.
- دعاء الشوط الثاني:
الإقرار بالعبوديّة، حين
يقول: "اللَّهُمَّ
إنّي إِلَيْكَ فَقيرٌ،
وَإِنّي خائِفٌ مُسْتَجيرٌ،
فَلا تُغَيِّرْ جِسْمي
وَلا تُبَدِّلْ اسِمْي،
سائِلُكَ فَقيرُكَ
مِسْكينُكَ بِبابِكَ..."5.
- دعاء الشوط الثالث:
طلب الجنّة والعافية،
والرزق الحلال، حيث نقول:
"اللَّهُمَّ
أَدْخِلْني الجنّة
وَأَجِرْني مِنَ النّارِ
بِرَحْمَتِكَ، وَعافِني
مِنَ السَّقَمِ وَأَوْسِعْ
عَلَيَّ مِنَ الرّزْقِ
الْحَلالِ..."6.
- دعاء الشوط الرابع:
وفيه طلب العافية في
الدّنيا والآخرة، حيث
تردّد: "...
وارْزُقَنا العافِيَةَ،
وتَمَامَ العافِيَةِ،
وَشُكْرَ العافِيَةِ في
الدُّنْيا وَالآخِرَةِ،
يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ"7.
- دعاء الشوط الخامس:
حيث الإقرار بالنبوّة
والإمامة. "...الْحَمْدُ
لِلَّهِ الّذي بَعَثَ
مُحَمّداً نَبِيّاً
وَجَعَلَ عَلِيّاً إِماماً..."8.
- دعاء الشوط السادس:
ستطلب قبول الأعمال
وغفران معصية السرّ في
دعائك: "اللَّهُمَّ
إِنّ عَمَََلي ضَعيفٌ
فَضاعِفْهُ لي
وَاغْفِرْ
لي ما اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ
مِنّي وَخَفِيَ عَلَى
خَلْقِكَ..."9.
- دعاء الشوط السابع:
وفيه نختم بطلب الرحمة
والمغفرة: "اللَّهُمَّ
إنّ عِنْدي أَفْواجاً مِنْ
ذُنوبِ وأفواجاً مِنْ
خَطايا، وَعِنْدَكَ
أَفْواجٌ مِنْ رَحْمَةٍ
وَأَفْواجٌ مِنْ
مَغْفِرَةٍ..."10.
صلاة الطواف
لعلّ السرّ في الصلاة
ركعتين عند مقام إبراهيم
عليه السلام، والتي أشار
إليها القرآن بقوله:
﴿وَاتَّخِذُواْ
مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ
مصلّى﴾11،
في عدّة أمور:
1- الوفاء لتضحياته
العظيمة في تشريع الحجّ:
قال تعالى:
﴿رَّبَّنَا
إِنِّي أَسْكَنتُ مِن
ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ
غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ
بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ
الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ
أَفْئِدَةً مِّنَ النّاس
تَهْوِي إِلَيْهِمْ
وَارْزُقْهُم مِّنَ
الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ
يَشْكُرُونَ﴾12
2- الإعتقاد بنبوّته
وصوابيّة النهج الذي كان
عليه: قال تعالى:
﴿وَمَن
يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ
إِبْرَاهِيمَ إلّا مَن
سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ
اصْطَفَيْنَاهُ فِي
الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي
الآخِرَةِ لَمِنَ
الصَّالِحِينَ﴾13.
3- إثبات الترابط بين
دعوات الأنبياء:
وبالأخصّ مع أبي الأنبياء
إبراهيم عليه السلام، وأنّ
الرسالات كلّها رسالة
واحدة هي رسالة
الإسلام.
قال تعالى:
﴿مِّلَّةَ
أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ
هُوَ سَمَّاكُمُ
الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ
وَفِي هَذَا لِيَكُونَ
الرَّسُولُ شَهِيدًا
عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا
شُهَدَاء عَلَى النّاس﴾14.
4- جهاده ضد المشركين
وتحطيمه للأصنام: قال
تعالى:
﴿وَتَاللَّهِ
لَأَكِيدَنَّ
أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن
تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا
إلّا كَبِيرًا لَّهُمْ
لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ
يَرْجِعُونَ﴾15.
|