آدابُ دُخولِ مَكّةَ
أ - الإِحرام
الإمام الباقر عليه السلام - عِندَما سَأَلَهُ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ: هَل يَدخُلُ
الرّجُلُ مَكّةَ بِغَيرِ إحرامٍ؟: لا، إلّا مَريضٌ أو مَن بِهِ بَطَنٌ.
الإمام الصادق عليه السلام: حَرّمَ اللّهُ المَسجِدَ لِعِلّةِ الكَعبَةِ، وحَرّمَ
الحَرَمَ لِعِلّةِ المَسجِدِ، ووَجَبَ الإِحرامُ لِعِلّةِ الحَرَمِ.
الإمام الكاظم عليه السلام: مَن كانَ مِن مَكّةَ عَلى مَسيرَةِ عَشَرَةِ أميالٍ لَم
يَدخُلها إلّا بِإِحرامٍ.
ب - الغُسل
ابنُ عُمَر: اِغتَسَلَ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم لِدُخولِهِ مَكّةَ بِفَخّ.
الحَلَبِيّ: أمَرَنا أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام أن نَغتَسِلَ مِن فَخّ، قَبلَ أن
نَدخُلَ مَكّةَ.
الإمام الصادق عليه السلام: إذَا انتَهَيتَ إلَى الحَرَمِ، إن شاءَ اللّهُ،
فَاغتَسِل حينَ تَدخُلُهُ. وإن تَقَدّمتَ فَاغتَسِل مِن بِئرِ مَيمونٍ، أو مِن فَخّ،
أو مِن مَنزِلِكَ بِمَكّةَ.
عنه عليه السلام: أمَرَ اللّهُ عَزّوجَلّ إبراهيمَ عليه السلام أن يَحُجّ ويُحِجّ
إسماعيلَ مَعَهُ ويُسكِنَهُ الحَرَمَ، فَحَجّا عَلى جَمَلٍ أحمَرَ وما مَعَهُما
إلّا جَبرَئيلُ عليه السلام، فَلَمّا بَلَغَا الحَرَمَ قالَ لَهُ جَبرَئيلُ: يا
إبراهيمُ، اِنزِلا فَاغتَسِلا قَبلَ أن تَدخُلَا الحَرَمَ، فَنَزَلا فَاغتَسَلا.
عنه عليه السلام: انّ اللّهَ عَزّوجَلّ يَقولُ في كِتابِهِ:
﴿طَهّرا بَيتِيَ لِلطّائِفينَ والعاكِفينَ والرّكّعِ السّجود﴾
فَيَنبَغي لِلعَبدِ أن لا يَدخُلَ مَكّةَ إلّا وهُوَ طاهِرٌ، قَد غَسَلَ عَرَقَهُ
والأَذى وتَطَهّرَ.
ج - التّواضُعُ والخُشوع
مُعاوِيَةُ بنُ عَمّارٍ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام: مَن دَخَلَها (مَكّةَ)
بِسَكينَةٍ غُفِرَ لَهُ ذَنبُهُ.
قُلتُ: كَيفَ يَدخُلُها بِسَكينَةٍ؟
قالَ: يَدخُلُ غَيرَ مُتَكَبّرٍ ولا مُتَجَبّرٍ.
إسحاقُ بنُ عَمّارٍ عَنِ الاِمامِ الصّادِقِ عليه السلام: لا يَدخُلُ مَكّةَ رَجُلٌ
بِسَكينَةٍ إلّا غُفِرَ لَهُ.
قُلتُ: مَا السّكينَةُ؟ قالَ: يَتَواضَعُ.
أبانُ بنُ تَغلِبَ: كُنتُ مَعَ أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام مُزامَلَةً فيما بَينَ
مَكّةَ والمَدينَةِ، فَلَمّا انتَهى إلَى الحَرَمِ نَزَلَ واغتَسَلَ وأخَذَ نَعلَيهِ
بِيَدَيهِ، ثُمّ دَخَلَ الحَرَمَ حافِيًا، فَصَنَعتُ مِثلَ ما صَنَعَ، فَقالَ: يا
أبانُ، مَن صَنَعَ مِثلَ ما رَأَيتَني صَنَعتُ تَواضُعًا للّهِ ِ مَحَا اللّهُ عَنهُ
مِائَةَ ألفِ سَيّئَةٍ، وكَتَبَ لَهُ مِائَةَ ألفِ حَسَنَةٍ، وبَنَى اللّهُ
عَزّوجَلّ لَهُ مِائَةَ ألفِ دَرَجَةٍ، وقَضى لَهُ مِائَةَ ألفِ حاجَةٍ.
الإمام الصادق عليه السلام: اُنظُروا إذا هَبَطَ الرّجُلُ مِنكُم وادِيَ مَكّةَ
فَالبَسوا خُلقانَ ثِيابِكُم أو سَمِلَ (ثِيابِكُم، فَإِنّهُ لَم يَهبِط وادِيَ
مَكّةَ أحَدٌ لَيسَ في قَلبِهِ مِنَ الكِبرِ إلّا غُفِرَ لَهُ.
د - الدّخولُ مِن أعلاها
عائِشَة: إنّ النّبِيّ صلى الله عليه واله وسلم لَمّا جاءَ إلى مَكّةَ، دَخَلَها
مِن أعلاها، وخَرَجَ مِن أسفَلِها.
الإمام الصادق عليه السلام - في صِفَةِ حَجّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه واله وسلم:
ودَخَلَ مِن أعلى مَكّةَ مِن عَقَبَةِ المَدَنِيّينَ، وخَرَجَ مِن أسفَلِ مَكّةَ
مِن ذي طُوًى.
يونُسُ بنُ يَعقوب: قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام: مِن أينَ أدخُلُ مَكّةَ،
وقَد جِئتُ مِنَ المَدينَةِ؟
فَقالَ: اُدخُل مِن أعلى مَكّةَ، وإذا خَرَجتَ تُريدُ المَدينَةَ فَاخرُج مِن أسفَلِ
مَكّة1َ.
1-الحج والعمرة في
الكتاب والسنة/ العلامة محمد الريشهري.
|