رجوع الى القائمة آداب المناسك والاقامة  

التّكبير والدعاء

الإمام الصادق عليه السلام: إنّ آدَمَ لَمّا نَظَرَ إلَى الحَجَرِ فِي الرّكنِ كَبّرَ اللّهَ وهَلّلَهُ ومَجّدَهُ، فَلِذلِكَ جَرَتِ السّنّةُ بِالتّكبيرِ واستِقبالِ الرّكنِ الّذي فيهِ الحَجَرُ مِنَ الصّفا.

يَعقوبُ بنُ شُعَيب: قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام: ما أقولُ إذَا استَقبَلتُ الحَجَرَ؟ فَقالَ: كَبّر، وصَلّ عَلى مُحَمّدٍ وآلِهِ.
وسَمِعتُهُ إذا أتَى الحَجَرَ يَقولُ: اللّهُ أكبَرُ، السّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ.

الدّعاء

الإمام الحسن عليه السلام حينَ التَزَمَ الرّكنَ:"إلهي أنعَمتَ عَلَيّ فَلَم تَجِدني شاكِرًا، وابتَلَيتَني فَلَم تَجِدني صابِرًا، فَلا أنتَ سَلَبتَ النّعمَةَ بِتَركِ الشّكرِ، ولا أَنتَ أدَمتَ الشّدّةَ بِتَركِ الصّبرِ. إلهي لا يَكونُ مِنَ الكَريمِ إلّا الكَرَمُ".

الإمام الصادق عليه السلام: إذا دَنَوتَ مِنَ الحَجَرِ الأَسوَدِ فَارفَع يَدَيكَ، واحمَدِ اللّهَ وأثنِ عَلَيهِ، وصَلّ عَلَى النّبِيّ صلى الله عليه واله، واسأَلِ اللّهَ أن يَتَقَبّلَ مِنكَ، ثُمّ استَلِمِ الحَجَرَ وقَبّلهُ، فَإِن لَم تَستَطِع أن تُقَبّلَهُ فَاستَلِمهُ بِيَدِكَ، فَإِن لَم تَستَطِع أن تَستَلِمَهُ بِيَدِكَ فَأَشِر إلَيهِ، وقُل:"اللّهُمّ أمانَتي أدّيتُها، وميثاقي تَعاهَدتُهُ، لِتَشهَدَ لي بِالمُوافاةِ، اللّهُمّ تَصديقًا بِكِتابِكَ، وعَلى سُنّةِ نَبِيّكَ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأنّ مُحَمّدًا عَبدُهُ ورَسولُهُ، آمَنتُ بِاللّهِ، وكَفَرتُ بِالجِبتِ والطّاغوتِ وبِاللّاتِ والعُزّى وعِبادَةِ الشّيطانِ، وعِبادَةِ كُلّ نِدّ يُدعى مِن دونِ اللّهِ".

فَإِن لَم تَستَطِع أن تَقولَ هذا كُلّهُ فَبَعضَهُ، وقُل:"اللّهُمّ إلَيكَ بَسَطتُ يَدي، وفيما عِندَكَ عَظُمَت رَغبَتي، فَاقبَل سَيحَتي، واغفِر لي وارحَمني. اللّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكُفرِ والفَقرِ ومَواقِفِ الخِزيِ فِي الدّنيا والآخِرَةِ".

تَركُ الاِستِلامِ عِندَ الزّحام

رسول اللّه صلى الله عليه واله لِعُمَرَ بنِ الخَطّاب: يا عُمَرُ، إنّكَ رَجُلٌ قَوِيّ، لا تُزاحِم عَلَى الحَجَرِ فَتُؤذِيَ الضّعيفَ، إن وَجَدتَ خَلوَةً فَاستَلِمهُ، وإلّا فَاستَقبِلهُ فَهَلّل وكَبّر.
عائِشَة: طافَ النّبِيّ صلى الله عليه واله في حَجّةِ الوَداعِ حَولَ الكَعبَةِ عَلى بَعيرِهِ يَستَلِمُ الرّكنَ؛ كَراهِيَةَ أن يُضرَبَ عَنهُ النّاسُ.
أبُو الطّفَيل: رَأَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه واله يَطوفُ بِالبَيتِ، ويَستَلِمُ الرّكنَ بِمِحجَنٍ مَعَهُ، ويُقَبّلُ المِحجَنَ.

الحارِثُ عَنِ الإِمامِ عَلِيّ عليه السلام: أنّهُ كانَ إذا مَرّ بِالحَجَرِ الأَسوَدِ فَرَأى عَلَيهِ زِحامًا استَقبَلَهُ وكَبّرَ وقالَ: اللّهُمّ تَصديقًا بِكِتابِكَ وسُنّةِ نَبِيّكَ صلى الله عليه واله .
الإمام الصادق عليه السلام: كُنّا نَقولُ: لابُدّ أن نَستَفتِحَ بِالحَجَرِ ونَختِمَ بِهِ، فَأَمّا اليَومَ فَقَد كَثُرَ النّاسُ.
سَيفٌ التّمّار: قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام: أتَيتُ الحَجَرَ الأَسوَدَ فَوَجَدتُ عَلَيهِ زِحامًا، فَلَم ألقَ إلّا رَجُلاً مِن أصحابِنا، فَسَأَلتُهُ فَقالَ: لابُدّ مِنِ استِلامِهِ.
فَقالَ: إن وَجَدتَهُ خالِيًا، وإلّا فَسَلّم مِن بَعيدٍ.

حَمّادُ بنُ عُثمان: إنّ رَجُلاً أتى أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام وهُوَ فِي الطّوافِ فَقالَ: يا أبا عَبدِاللّهِ، ما تَقولُ فِي استِلامِ الحَجَرِ؟ فَقالَ: اِستَلَمَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه واله . فَقالَ: ما أراكَ استَلَمتَهُ! فَقالَ: أكرَهُ أن اُؤذِيَ ضَعيفًا أو أتَأَذّى فَقالَ: قَد زَعَمتَ أنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه واله اِستَلَمَهُ؟ فَقالَ: بَلى، ولكِن كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه واله إذا رَأوهُ عَرَفوا لَهُ حَقّهُ، وأنَا فَلا يَعرِفونَ لي حَقّي.

عَبدُالرّحمنِ بنُ الحَجّاجِ عَن أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام قالَ: كُنتُ أطوفُ وسُفيانُ الثّورِيّ قَريبٌ مِنّي، فَقالَ: يا أبا عَبدِاللّهِ، كَيفَ كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه واله يَصنَعُ بِالحَجَرِ إذَا انتَهى إلَيهِ؟ فَقُلتُ: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه واله يَستَلِمُهُ في كُلّ طَوافِ فَريضَةٍ ونافِلَةٍ.

قالَ الإِمامُ الصّادِقُ عليه السلام: فَتَخَلّفَ عَنّي قَليلاً، فَلَمّا انتَهَيتُ إلَى الحَجَرِ جُزتُ ومَشَيتُ فَلَم أستَلِمهُ، فَلَحِقَني فَقالَ: يا أبا عَبدِاللّهِ، ألَم تُخبِرني أنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه واله كانَ يَستَلِمُ الحَجَرَ في كُلّ طَوافٍ، فَريضَةٍ ونافِلَةٍ؟! قُلتُ: بَلى. قالَ: فَقَد مَرَرتَ بِهِ فَلَم تَستَلِم، فَقُلتُ: إنّ النّاسَ كانوا يَرَونَ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه واله ما لا يَرَونَ لي، وكانَ إذَا انتَهى إلَى الحَجَرِ أفرَجوا لَهُ حَتّى يَستَلِمَهُ، وإنّي أكرَهُ الزّحامَ.

مُحَمّدٌ الحَلَبِيّ: سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَنِ الحَجَرِ، إذا لَم أستَطِع مَسّهُ وكَثُرَ الزّحامُ، فَقالَ: أمّا الشّيخُ الكَبيرُ والضّعيفُ والمَريضُ فَمُرَخّصٌ، وما اُحِبّ أن تَدَعَ مَسّهُ إلّا أن لا تَجِدَ بُدّا.
مُحَمّدُ بنُ عُبَيدِاللّه: سُئِلَ الرّضا عليه السلام عَنِ الحَجَرِ الأَسوَدِ، وهَل يُقاتَلُ عَلَيهِ النّاسُ إذا كَثُروا؟ قالَ: إذا كانَ كَذلِكَ، فَأَومِ إلَيهِ إيماءً بِيَدِكَ1.


1-الحج والعمرة في الكتاب والسنة / العلامة محمد الريشهري.