رجوع الى القائمة الحجّ في الروايات  

رَميُ الجِمارِ

حِكمَةُ الرّمي

الإمام عليّ عليه السلام: إنّ الجِمارَ إنّما رُمِيَت لِأَنّ جَبرَئيلَ عليه السلام حينَ أرى إبراهيمَ عليه السلام المَشاعِرَ بَرَزَ لَهُ إبليسُ، فَأَمَرَهُ جَبرَئيلُ أن يَرمِيَهُ، فَرَماهُ بِسَبعِ حَصَياتٍ، فَدَخَلَ عِندَ الجَمرَةِ الاُولى تَحتَ الأَرضِ، فَأَمسَكَ. ثُمّ بَرَزَ لَهُ عِندَ الثّانِيَةِ فَرَماهُ بِسَبعِ حَصَياتٍ اُخَرَ، فَدَخَلَ تَحتَ الأَرضِ في مَوضِعِ الثّانِيَةِ. ثُمّ بَرَزَ لَهُ في مَوضِعِ الثّالِثَةِ فَرَماهُ بِسَبعِ حَصَياتٍ، فَدَخَلَ في مَوضِعِها.

الإمام الصادق عليه السلام: إنّ عِلّةَ رَميِ الجَمَراتِ أنّ إبراهيمَ عليه السلام تَراءى لَهُ إبليسُ عِندَها، فَأَمَرَهُ جِبرائيلُ بِرَميِهِ بِسَبعِ حَصَياتٍ، وأن يُكَبّرَ مَعَ كُلّ حَصاةٍ، فَفَعَلَ وجَرَت بِذلِكَ السّنّةُ.

ابنُ عَبّاس: جاءَ جَبرَئيلُ عليه السلام إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَذَهَبَ بِهِ لِيُرِيَهُ المَناسِكَ، فَانفَرَجَ لَهُ ثَبيرٌ، فَدَخَلَ مِنى فَأَراهُ الجِمارَ، ثُمّ أراهُ عَرَفاتٍ، فَنَبَغَ الشّيطانُ لِلنّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم عِندَ الجَمرَةِ، فَرَماهُ بِسَبعِ حَصَياتٍ حَتّى ساخَ. ثُمّ نَبَغَ لَهُ فِي الجَمرَةِ الثّانِيَةِ، فَرَماهُ بِسَبعِ حَصَياتٍ حَتّى ساخَ. ثُمّ نَبَغَ لَهُ في جَمرَةِ العَقَبَةِ، فَرَماهُ بِسَبعِ حَصَياتٍ حَتّى ساخَ.

أدَبُ الرّميِ

الإمام الباقر عليه السلام: لَمّا أقبَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم مِن مُزدَلِفَةَ مَرّ عَلى جَمرَةِ العَقَبَةِ يَومَ النّحرِ، فَرَماها بِسَبعِ حَصَياتٍ، ثُمّ أتى إلى مِنى ، وذلِكَ مِنَ السّنّةِ.
لزّهرِيّ: إنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم كانَ إذا رَمَى الجَمرَةَ الّتي تَلِي المَسجِدَ - مَسجِدَ مِنى - يَرميها بِسَبعِ حَصَياتٍ، يُكَبّرُ مَعَ كُلّ حَصاةٍ، ثُمّ تَقَدّمَ أمامَها فَوَقَفَ مُستَقبِلَ القِبلَةِ رافِعًا يَدَيهِ، وكانَ يُطيلُ الوُقوفَ، ثُمّ يَأتِي الجَمرَةَ الثّانِيَةَ فَيَرميها بِسَبعِ حَصَياتٍ، يُكَبّرُ كُلّما رَمى بِحَصاةٍ، ثُمّ يَنصَرِفُ، ثُمّ يَنحَدِرُ ذاتَ اليَسارِ مِمّا يَلِي الوادِيَ رافِعًا يَدَيهِ يَدعو، ثُمّ يَأتِي الجَمرَةَ الّتي عِندَ العَقَبَةِ فَيَرميها بِسَبعِ حَصَياتٍ، يُكَبّرُ كُلّما رَمى بِحَصاةٍ، ثُمّ يَنصَرِفُ ولا يَقِفُ عِندَها.

الإمام الباقر عليه السلام: دَخَلنا عَلى جابِرِ بنِ عَبدِاللّهِ فَقُلتُ: أخبِرني عَن حَجّةِ النّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فَقالَ: إنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم رَمَى الجَمرَةَ الّتي عِندَ الشّجَرَةِ بِسَبعِ حَصَياتٍ، يُكَبّرُ مَعَ كُلّ حَصاةٍ مِنها حَصَى الخَذفِ، رَمى مِن بَطنِ الوادي، ثُمّ انصَرَفَ إلَى المَنحَرِ فَنَحَرَ.

سُلَيمانُ بنُ عَمرِو بنِ الأَحوَصِ عَن اُمّه: رَأَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَرمِي الجَمرَةَ مِن بَطنِ الوادي وهُوَ راكِبٌ، يُكَبّرُ مَعَ كُلّ حَصاةٍ، ورَجُلٌ مِن خَلفِهِ يَستُرُهُ، فَسَ-أَلتُ عَنِ الرّجُلِ فَقالوا: الفَضلُ بنُ العَبّاسِ، وازدَحَمَ النّاسُ، فَقالَ النّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم: يا أيّهَا النّاسُ، لا يَقتُل بَعضُكُم بَعضًا، وإذا رَمَيتُمُ الجَمرَةَ فَارموا بِمِثلِ حَصَى الخَذفِ.

ابنُ عَبّاس: قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم غَداةَ العَقَبَةِ: هاتِ، اُلقُط لي حَصَياتٍ مِن حَصَى الخَذفِ، فَلَمّا وُضِعنَ في يَدِهِ، قالَ: بِأَمثالِ هؤُلاءِ بِأَمثالِ هؤُلاءِ، وإيّاكُم والغُلُوّ فِي الدّينِ، فَإِنّما هَلَكَ مَن كانَ قَبلَكُم بِالغُلُوّ فِي الدّينِ.

يَعقوبُ بنُ شُعَيب: سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَنِ الجِمارِ، فَقالَ: قُم عِندَ الجَمرَتَينِ ولا تَقُم عِندَ جَمرَةِ العَقَبَةِ، قُلتُ: هذا مِنَ السّنّةِ؟ قالَ: نَعَم، قُلتُ: ما أقولُ إذا رَمَيتُ؟ فَقالَ: كَبّر مَعَ كُلّ حَصاةٍ.
الإمام الصادق عليه السلام: اِرمِ في كُلّ يَومٍ عِندَ زَوالِ الشّمسِ، وقُل كَما قُلتَ حينَ رَمَيتَ جَمرَةَ العَقَبَةِ، فَابدَأ بِالجَمرَةِ الاُولى فَارمِها عَن يَسارِها في بَطنِ المَسيلِ، وقُل كَما قُلتَ يَومَ النّحرِ، قُم عَن يَسارِ الطّريقِ فَاستَقبِلِ القِبلَةَ، فَاحمَدِ اللّهَ وأثنِ عَلَيهِ وصَلّ عَلَى النّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ثُمّ تَقَدّم قَليلاً فَتَدعو وتَسأَلُهُ أن يَتَقَبّلَ مِنكَ، ثُمّ تَقَدّم أيضًا ثُمّ افعَل ذلِكَ عِندَ الثّانِيَةِ، واصنَع كَما صَنَعتَ بِالاُولى ، وتَقِفُ وتَدعُو اللّهَ كَما دَعَوتَ. ثُمّ تَمضي إلَى الثّالِثَةِ وعَلَيكَ السّكينَةُ والوَقارُ، فَارمِ ولا تَقِف عِندَها.

مُعاوِيَةُ بنُ عَمّارٍ عَن أبي عَبدِاللّهِ عليه السلام: خُذ حَصَى الجِمارِ،ثُمّ ائتِ الجَمرَةَ القُصوَى الّتي عِندَ العَقَبَةِ فَارمِها مِن قِبَلِ وَجهِها ولا تَرمِها مِن أعلاها، وتَقولُ والحَصى في يَدِكَ:
"اللّهُمّ هؤُلاءِ حَصَياتي فَأَحصِهِنّ لي، وارفَعهُنّ في عَمَلي".

ثُمّ تَرمي وتَقولُ مَعَ كُلّ حَصاةٍ:
"اللّهُ أكبَرُ، اللّهُمّ ادحَر عَنّي الشّيطانَ، اللّهُمّ تَصديقًا بِكِتابِكَ وعَلى سُنّةِ نَبِيّكَ صلّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ، اللّهُمّ اجعَلهُ حَجّا مَبرورًا، وعَمَلاً مَقبولًا، وسَعيًا مَشكورًا، وذَنبًا مَغفورًا".


وليَكُن فيما بَينَكَ وبَينَ الجَمرَةِ قَدرَ عَشرِ أذرُعٍ أو خَمسَ عَشرَةَ ذِراعًا، فَإِذا أتَيتَ رَحلَكَ ورَجَعتَ مِنَ الرّميِ فَقُل:
"اللّهُمّ بِكَ وَثِقتُ، وعَلَيكَ تَوَكّلتُ، فَنِعمَ الرّبّ ونِعمَ المَولى ونِعمَ النّصيرُ".

قالَ: ويُستَحَبّ أن يُرمَى الجِمارَ عَلى طُهرٍ.
الإمام الرضا عليه السلام: حَصَى الجِمارِ تَكونُ مِثلَ الأَنمُلَةِ، ولا تَأخُذها سَوداءَ ولا بَيضاءَ ولا حَمراءَ، خُذها كُحلِيّةً مُنَقّطَةً، تَخذِفُهُنّ خَذفًا، وتَضَعُها عَلَى الإِبهامِ، وتَدفَعُها بِظُفرِ السّبّابَةِ، وارمِها مِن بَطنِ الوادي، واجعَلهُنّ عَن يَمينِكَ كُلّهُنّ، ولا تَرمِ عَلَى الجَمرَةِ، وتَقِفُ عِندَ الجَمرَتَينِ الاُولَيَينِ، ولا تَقِف عِندَ جَمرَةِ العَقَبَةِ1.


1- الحج والعمرة في الكتاب والسنة / العلامة محمد الريشهري.