رجوع الى القائمة الحجّ في الروايات  

ثوابُ الحَج

رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: لَيسَ لِلحَجّةِ المَبرورَةِ ثَوابٌ إلّا الجَنّةَ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: العُمرَةُ إلَى العُمرَةِ كَفّارَةُ ما بَينَهُما، والحَجّةُ المُتَقَبّلَةُ ثَوابُهَا الجَنّةُ.

عنه صلى الله عليه وآله وسلم: ما سَبّحَ الحاجّ مِن تَسبيحَةٍ ولا هَلّلَ مِن تَهليلَةٍ ولا كَبّرَ مِن تَكبيرَةٍ إِلّا بُشّرَ بِها تَبشيرَةً.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم - عِندَما نَظَرَ إلى قِطارِ جِمالِ الحَجيجِ -: لا تَرفَعُ خُفّا إلّا كُتِبَت لَهُم حَسَنَةٌ، ولا تَضَعُ إلّا مُحِيَت عَنهُم سَيّئَةٌ، وإذا قَضَوا مَناسِكَهُم قيلَ لَهُم: بَنَيتُم بِناءً فَلا تَهدِموهُ، كُفيتُم ما مَضى فَأَحسِنوا فيما تَستَقبِلونَ.

عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحاجّ ثَلاثَةٌ: فَأَفضَلُهُم نَصيبًا رَجُلٌ غُفِرَ لَهُ ذَنبُهُ ما تَقَدّمَ مِنهُ وما تَأَخّرَ، ووَقاهُ اللّهُ عَذابَ القَبرِ، وأمّا الّذي يَليهِ فَرَجُلٌ غُفِرَ لَهُ ذَنبُهُ ما تَقَدّمَ مِنهُ، ويَستَأنِفُ العَمَلَ فيما بَقِيَ مِن عُمُرِهِ، وأمّا الّذي يَليهِ فَرَجُلٌ حُفِظَ في أهلِهِ ومالِهِ.

عنه صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ رَجُلٍ خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ حاجّا أو مُعتَمِرًا، فَكُلّما رَفَعَ قَدَمًا ووَضَعَ قَدَمًا تَناثَرَتِ الذّنوبُ مِن بَدَنِهِ كَما يَتَناثَرُ الوَرَقُ مِنَ الشّجَرِ، فَإِذا وَرَدَ المَدينَةَ وصافَحَني بِالسّلامِ صافَحَتهُ المَلائِكَةُ بِالسّلامِ، فَإِذا وَرَدَ ذَا الحُلَيفَةِ، واغتَسَلَ طَهّرَهُ اللّهُ مِنَ الذّنوبِ، وإذا لَبِسَ ثَوبَينِ جَديدَينِ جَدّدَ اللّهُ لَهُ الحَسَناتِ، وإذا قالَ: لَبّيكَ اللّهُمّ لَبّيكَ أجابَهُ الرّبّ عَزّوجَلّ: ب: لَبّيكَ وسَعدَيكَ، أسمَعُ كَلامَكَ، وأنظُرُ إلَيكَ. فَإِذا دَخَلَ مَكّةَ وطافَ وسَعى بَينَ الصّفا والمَروَةِ وَصَلَ اللّهُ لَهُ الخَيراتِ.

إِذا وَقَفوا في عَرَفاتٍ، وضَجّتِ الأَصواتُ بِالحاجاتِ، باهَى اللّهُ بِهِم مَلائِكةَ سَبعِ سَماواتٍ، ويَقولُ: مَلائِكَتي وسُكّانَ سَماواتي، أما تَرَونَ إلى عِبادي، أتَوني مِن كُلّ فَجّ عَميقٍ شُعثًا غُبرًا، قد أنفَقُوا الأَموالَ، وأتعَبُوا الأَبدانَ؟! فَوَعِزّتي وجَلالي لَأَهَبَنّ مُسيئَهُم بِمُحسِنِهِم، ولَاُخرِجَنّهُم مِنَ الذّنوبِ كَيَومِ وَلَدَتهُم اُمّهاتُهُم، فَإِذا رَمَوُا الجِمارَ، وحَلَقُوا الرّؤوسَ، وزارُوا البَيتَ، نادى مُنادٍ مِن بُطنانِ العَرشِ: اِرجِعوا مَغفورًا لَكُم، واستَأنِفُوا العَمَلَ.

عنه صلى الله عليه وآله وسلم - لِرَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ -: اِعلَم أنّكَ إذا تَوَجّهتَ إلى سَبيلِ الحَجّ ثُمّ رَكِبتَ راحِلَتَكَ وقُلتَ: بِسمِ اللّهِ، ومَضَت بِكَ راحِلَتُكَ لَم تَضَع راحِلَتُكَ خُفّا ولَم تَرفَع خُفّا إلّا كَتَبَ اللّهُ عَزّوجَلّ لَكَ حَسَنَةً ومَحا عَنكَ سَيّئَةً.

فَإِذا أحرَمتَ ولَبّيتَ كَتَبَ اللّهُ تَعالى لَكَ في كُلّ تَلبِيَةٍ عَشرَ حَسَناتٍ ومَحا عَنكَ عَشرَ سَيّئاتٍ.
فَإِذا طُفتَ بِالبَيتِ اُسبوعًا كانَ لَكَ بِذلِكَ عِندَ اللّهِ عَهدٌ وذِكرٌ يَستَحي مِنكَ رَبّكَ أن يُعَذّبَكَ بَعدَهُ، فَإِذا صَلّيتَ عِندَ المَقامِ رَكعَتَينِ كَتَبَ اللّهُ لَكَ بِهِما ألفَي رَكعَةٍ مَقبولَةٍ.

فَإِذا سَعَيتَ بَينَ الصّفا والمَروَةِ سَبعَةَ أشواطٍ كانَ لَكَ بِذلِكَ عِندَ اللّهِ عَزّوجَلّ مِثلُ أجرِ مَن حَجّ ماشِيًا مِن بِلادِهِ، ومِثلُ أجرِ مَن أعتَقَ سَبعينَ رَقَبَةً مُؤمِنَةً.
وإذا وَقَفتَ بِعَرَفاتٍ إلى غُروبِ الشّمسِ فَلَو كانَ عَلَيكَ مِنَ الذّنوبِ مِثلُ رَملٍ عالِجٍ وزَبَدِ البَحرِ لَغَفَرَهَا اللّهُ لَكَ.

فَإِذا رَمَيتَ الجِمارَ كَتَبَ اللّهُ لَكَ بِكُلّ حَصاةٍ عَشرَ حَسَناتٍ فيما تَستَقبِلُ مِن عُمُرِكَ، فَإِذا حَلَقتَ رَأسَكَ كانَ لَكَ بِعَدَدِ كُلّ شَعرَةٍ حَسَنَةٌ، تُكتَبُ لَكَ فيما تَستَقبِلُ مِن عُمُرِكَ.
فَإِذا ذَبَحتَ هَديَكَ أو نَحَرتَ بُدنَتَكَ كانَ لَكَ بِكُلّ قَطرَةٍ مِن دَمِها حَسَنَةٌ، تُكتَبُ لَكَ فيما تَستَقبِلُ مِن عُمُرِكَ.

فَإِذا طُفتَ بِالبَيتِ اُسبوعًا لِلزّيارَةِ وصَلّيتَ عِندَ المَقامِ رَكعَتَينِ ضَرَبَ مَلَكٌ كَريمٌ عَلى كِتفَيكَ فَقالَ: أمّا ما مَضى فَقَد غُفِرَ لَكَ، فَاستَأنِفِ العَمَلَ فيما بَينَكَ وبَينَ عِشرينَ ومِائَةِ يَومٍ.
الإمام الباقر عليه السلام: إنّ الحاجّ إذا أخَذَ في جِهازِهِ لَم يَخطُ خُطوَةً في شَي ءٍ مِن جِهازِهِ إلّا كَتَبَ اللّهُ عَزّوجَلّ لَهُ عَشرَ حَسَناتٍ، ومَحا عَنهُ عَشرَ سَيّئاتٍ، ورَفَعَ لَهُ عَشرَ دَرَجاتٍ حَتّى يَفرُغَ مِن جِهازِهِ مَتى ما فَرَغَ، فَإِذَا استَقبَلَت بِهِ راحِلَتُهُ لَم تَضَع خُفّا ولَم تَرفَعهُ إلّا كَتَبَ اللّهُ عَزّوجَلّ لَهُ مِثلَ ذلِكَ، حَتّى يَقضِيَ نُسُكَهُ. فَإِذا قَضى نُسُكَهُ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ، وكانَ ذُو الحِجّةِ والمُحَرّمُ وصَفَرٌ وشَهرُ رَبيعٍ الأَوّلِ أربَعَةَ أشهُرٍ تُكتَبُ لَهُ الحَسَناتُ ولا تُكتَبُ عَلَيهِ السّيّئاتُ، إلّا أن يَأتِيَ بِموجِبَةٍ، فَإِذا مَضَتِ الأَربَعَةُ الأَشهُرِ خُلِطَ بِالنّاسِ.

الإمام الصادق عليه السلام: إنّ العَبدَ المُؤمِنَ حينَ يَخرُجُ مِن بَيتِهِ حاجّا لا يَخطو خُطوَةً ولا يَخطو بِهِ راحِلَتُهُ إلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها حَسَنَةً، ومَحا عَنهُ سَيّئَةً، ورَفَعَ لَهُ بِها دَرَجَةً. فَإِذا وَقَفَ بِعَرَفاتٍ فَلَو كانَت لَهُ ذُنوبٌ عَدَدَ الثّرى رَجَعَ كَما وَلَدَتهُ اُمّهُ، فَقالَ لَهُ: اِستَأنِفِ العَمَلَ، يَقولُ اللّهُ: ﴿فَمَن تَعَجّلَ في يَومَينِ فَلا إثمَ عَلَيهِ ومَن تَأَخّرَ فَلا إثمَ عَلَيهِ لِمَنِ اتّقى.

عنه عليه السلام: الحُجّاجُ يَصدُرون عَلى ثَلاثَةِ أصنافٍ: صِنفٌ يُعتَقُ مِنَ النّارِ، وصِنفٌ يَخرُجُ مِن ذُنوبِهِ كَهَيئَةِ يَومِ وَلَدَتهُ اُمّهُ، وصِنفٌ يُحفَظُ في أهلِهِ ومالِهِ، فَذاكَ أدنى ما يَرجِعُ بِهِ الحاجّ.
المُشمَعِلّ الأَسَدِيّ: خَرَجتُ سَنَةً حاجّا، فَانصَرَفتُ إلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَقالَ: مِن أينَ بِكَ يا مُشمَعِلّ؟ فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ، كُنتُ حاجّا، فَقالَ عليه السلام: أوَتَدري ما لِلحاجّ مِنَ الثّوابِ؟ فَقُلتُ: ما أدري حَتّى تُعَلّمَني، فَقالَ: إنّ العَبدَ إذا طافَ بِهذَا البَيتِ اُسبوعًا وصَلّى رَكعَتَيهِ وسَعى بَينَ الصّفا والمَروَةِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ سِتّةَ آلافِ حَسَنَةٍ، وحَطّ عَنهُ سِتّةَ آلافِ سَيّئَةٍ، ورَفَعَ لَهُ سِتّةَ آلافِ دَرَجَةٍ، وقَضى لَهُ سِتّةَ آلافِ حاجَةٍ لِلدّنيا كَذا، وادّخَرَ لَهُ لِلآخِرَةِ كَذا.

فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ، إنّ هذا لَكَثيرٌ! فَقالَ: ألا اُخبِرُكَ بِما هُوَ أكثَرُ مِنهُ؟ قُلتُ: بَلى ، فَقالَ عليه السلام: لَقَضاءُ حاجَةِ مُؤمِنٍ أفضَلُ مِن حَجّةٍ وحَجّةٍ - حَتّى عَدّ عَشرًا -.
الإمام الصادق عليه السلام: لَمّا حَجّ موسى عليه السلام نَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ لَهُ موسى عليه السلام: ياجَبرَئيلُ... ما لِمَن حَجّ هذَا البَيتَ بِنِيّةٍ صادِقَةٍ ونَفَقَةٍ طَيّبَةٍ؟ قالَ: فَرَجَعَ إلَى اللّهِ عَزّ وجَلّ فَأوحَى اللّهُ تَعالى إلَيهِ: قُل لَهُ: أجعَلُهُ فِي الرّفيقِ الأَعلى مَعَ النّبِيّينَ والصّدّيقينَ والشّهَداءِ والصّالِحينَ، وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقًا.
عنه عليه السلام: وَدّ مَن فِي القُبورِ لَو أنّ لَهُ حَجّةً بِالدّنيا وما فيها1.


1-الحج والعمرة في الكتاب والسنة / العلامة محمد الريشهري.