معالم وآثار مكة معالم وآثار مكة  

ومِمَّنْ دُفن في البقيع


1- عثمان بن مظعون (أوَّل مَـنْ دُفـن فيهـا من المهاجرين) وكان من أوائل مَنْ أسلم، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة المنوَّرة، وشهد بدراً، وكان شجاعاً مقداماً، عنيداً في نُصرْه الحق، وعُرف بعبادته فكان في النَّهار صوَّاماً، وفي اللَّيل قوَّاماً.

ولمَّـا مات قبَّلَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وبكاه، وعيناه تهرقان، وعندما سُئل: يا رسول الله أين ندفنه؟ قال: بالبقيع.

ثم قام بنفسه فَلَحَدَ له... ووضع علامة ً عند قبره، لتكون علامة ً عليه، وليدفن عنده مَنْ يموت من أهله.

وعندما تـُوفِّيَ إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : "إلـحقْ بالسلف الصالح عثمان بن مظعون".

ثم قال بعد دفنه:"نِعْمَ السَّلفُ لنا هو عثمان بن مظعون".

دفن في أوَّل البقيع حيث بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقابل مَنْ يدخل من الباب ويمشي مستقيماً،(حوالي 25 متراً) وغير صحيح ما يُقال إنَّه في آخر البقيع، فذاك قبر عثمان بن عفَّان.

2- عمَّتا النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم صفيَّة وعاتكة: قبرهما على يسار الداخل، لمسافة 15 متراً تقريباً من الباب الرئيسي، ويُسمَّى "بقيع العمَّات"
والمكان معروفٌ ومقصود.

أمَّا صفيَّة، فهي بنت عبد المطَّلب، وكانت شجاعةٌ وصاحبةَ شهامة، ففي أيام معركة الأحزاب دخل أحدُ يهود بني قُريظة مُتجسساً على نساء المسلمين، فطلبت من حسّان بن ثابت أن يقتله، فخاف، فتصدَّت لليهودي بنفسها حتى قتلَتْه.

وأمّا عاتكة، أختُ صفيَّة فدفنت بجوارها.... وقيل إنَّ هناك أيضاً، العمة الثالثة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمانة بنت عبد المطَّلب.

3- إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وهو ابن ماريا القبطيَّة وُلد في السَّنة السابعة للهجرة، ومات وله من العمر حوالي سنة ونصف، وأمر رسول الله أن يُدفن بالبقيع عند عثمان بن مظعون، فرغب النَّاس في البقيع.

4- بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وهُنَّ زينب ورُقيَّة وأم كلثوم، وقبورهن متجاورات... وأمُّهُنَّ خديجة رضوان الله عليها.
ولما ماتت رُقيَّة، قال النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم : وبكت السيدة الزهراء عليه السلام على شفير القبر، فأخذ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم : يمسح الدموع عن عينيها بطرف ثوبه.
أمَّا أُمُّ كلثوم فقد غَسَلَتْها أسماء بنت عُميس، ودُفنت بجوار أختها رُقيَّة، وقام بدفنها علي عليه السلام والفضل بن العباس.

5- فاطمة بنت أسد (والدة علي بن أبي طالب عليه السلام ): وهي الحاضنة والراعية والمربِّيةُ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

وهاجرت مع ابنها أمير المؤمنينعليه السلام إلى المدينة المنوَّرة، حيث قضت آخر أيام حياتها، فلمَّا ماتت وحُفر قبرُها، لحد لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحداً، ونزل فيه قارئاً للقرآن، وكفَّنها صلى الله عليه وآله وسلم بقميصه المبارك، وصلَّى عليها عند قبرها، وقال: " ما أعفِيَ أحدٌ من ضغطة القبر إلاَّ فاطمة بنت أسد".

وتكفي أفعالُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معها لمعرفِة عظيم شأنها.

ورُوي أنَّه عندما أُخبر بوفاتها، قال لجلسائه: " قوموا بنا إلى أُمي" فلمَّا وصل المنزل نزع قميصه وأمر به تحت أكفانها، وحمل نعشها مرّات، وتمعَّك في قبرها، فلمَّا دُفنت قال: " جزاكِ الله من أمٍ وربيبة خيراً، فَنِعْمَ الأُمُّ، ونِعْمَ الربيبة كنتِ لي".

وعندما سُئل عن سبب تكفينها بقميصه، وتمعُّكِهِ في لحدها، ولم يفعل ذلك لأحدٍ من قبلها، قال: "أمَّا قميصي فأردتُ لألاَّ تمسَّها النَّارُ أبداً إن شاء الله، وأمَّا تمعُّكي في اللَّحْد فأردتُ أن يُسِّعَ اللهُ عليها قبرها".

قبرها في البقيع قرب قبور الأئمة الأربعة عليه السلام وإلى جوار قبر العباس بن عبد المطَّلب. (قبورهم جميعاً في جهة الجنوب مع ميل للشرق بسيط، تقع عينُ الداخل عليهم مباشرةً). راجع "هداية النَّاسكين"، 255.

6- العبَّاس بن عبد المطَّلب: عمُّ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن وجهاء مكة وأشرافها، جاهر بإسلامه، ودافع عن النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم بشدَّة.
كان مُحباً لأمير المؤمنين عليه السلام (ابن أخيه) وتُوفِّي سنة 33 للهجرة، وقبره معروف في البقيع، قرب قبور الأئمةعليه السلام .

7- الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام : إمام المسلمين بعد أبيه أمير المؤمنين عليه السلام وسبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحبيبه كما صرَّح ذلك مراراً ومتواتراً عند سائر المسلمين، وهو الذي سمَّاه الذي لم يكن معروفاً من قبل.
وكان أشبه الخَلْق والخُلُق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

شارك في أشرس المعارك وأشدِّها إلى جانب أبيه عليه السلام : في الجمل وصفين والنهروان، صيانة للإسلام عن الانحراف والبِدْعة.

كانت أُمْنيَتُهُ أن يُدفن إلى جانب جدِّه خاتم أنبياه الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأوصى بذلك،.... لكنَّ الذين خطَّطوا لقتله عليه السلام منعوا ذلك بقوَّة السلاح، فنُقل إلى البقيع، ودُفن إلى جانب جدَّته لأبيه، فاطمة بنت أسد، رضوان الله عليها، في مقابر بني هاشم.

(بعد 25 متراً للداخل من باب البقيع، مع تمايل بسيط إلى جهة اليمين).

8- عليُّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام : ابن الحسين ابن علي بن أبي طالب إمام المسلمين بالحقِّ في عهد يزيد، وابنه معاوية، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك.
دُفن في البقيع مع عمِّه الحسن قرب قبر العباس بن عبد المطَّلب.

9- محمّد بن علي الباقر عليه السلام : إمام المسلمين في عصره، أمُّهُ فاطمة بنت الحسن بن علي، كنيتُهُ أبو جعفر.
عاصر عهود عدّة ملوك، من بينهم عمر بن عبد العزيز. دُفن في القيع مع أبيه وعمِّه.

10-جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : إمام المسلمين، عاصر عدّة ملوك من بينهم السَّفَّاح، أُمُّهُ فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.

وكانت على هذه القبور قِبابٌ معروفة ومشهورة منذ قديم الزمان، تحدَّث عنها ابنُ جُبير وابنُ بطوطة بالتفصيل، رِفْعت باشا في مرآة الحرمين.... لكنَّ هذه القباب نُسفت عن بِكْرة أبيها، ولم يبق منها شيءٌ، منذ خمس وسبعين عاماً تقريباً، من كتابة هذه السطور، وتحديداً بعد عيد الفطر المبارك، في 8 شوال 1344 للهجرة.

ولم يُراع في ذلك عهدٌ ولا ذِمَّة... في الوقت الذي يُحافَظُ فيه على آثار الفراعنة والفينيقيين وعُبَّادِ الأصنام لمجرَّد دعوى الهويَّة أو شبهة الانتساب لهم!!!

11- زوجات النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم : إلاَّ خديجة فقبرها بمكة، وميمونة قبرها في سَرِف، حيث تزوَّجت وماتت هناك(على بعد 10كلم من مكة).

وقبور وزجات النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم : متجاورة مع بعضها وتقع بالقرب من قبور بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرب قبر عقيل بن أبي طالب، وكانت داره هناك.

(على خط شبه مستقيم للداخل من باب البقيع لمسافة 25متراً تقريباً).

وقبرو زوجات النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم هناك: صفيَّة، أم حبيبة، جويريَّة، أم سلمة، زينب، الهلالية، حفصة، سودة، عائشة.

12-أُمُّ البنين، زوجة أمير المؤمنين عليه السلام : وهي والدة أبي الفضل العبَّاس، عُرفت بإخلاصها وورعها وحنانها، فهي التي قدَّمت أولادها الأربعة دفاعاً عن أبي عبد الله الحسين عليه السلام في كربلاء، وكانت راضيةً مُحتْسبةً.

وعندما جاء مَنْ يُخْبرها بما حصل في كربلاء، سألت عن الحسين عليه السلام قبل أن تسأل عن أولادها.... فأخبرها عنهم أولا ً فتحاملت على نفسها، فما ذكر الحسين عليه السلام وما جرى معه، سقط حفيدها من ابنها العباس عن كتفها.

وهي التي طلبت من زوجها أمير المؤمنين عليه السلام أن لا يُناديها باسمها (كان اسمها فاطمة) حتى لا يتأذَّى الحسن والحسين.

وكان حنانها عليهما معروفاً.

دُفنت في بقيع العمَّات، رضوان الله عليها.

13- عقيل بن أبي طالب: وهو أحد إخوة أمير المؤمنين وكان يكبره بعشرين عاماً، وكان يُحبُّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حبّاً مُميَّزاً كرامة له ولأبيه(كان يُحبُّهُ النَّبيُّ حُبَّيْن).
كانت داره في وسط البقيع، فما تُوفِّيَ دُفن فيها، وبعد ذلك دُفن أكثر بني هاشم بجواره.
(للداخل من الباب الرئيسي، يمشي مستقيماً مسافة 25متراً تقريباً...).

وكانت تعلو قبره قبة ٌ كبيرة، وهُدمت في هذا القرن! الطيَّارة، الذي جعل الله تعالى له جناحين يطير بهما في الجنَّة.

وهو زوج زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، ورفيقة الحسين في كربلاء، وأُّم عددٍ من الشهداءِ فيها.

كان مشهوراً بكرمه وجوده وقضائه لحوائج النَّاس.
دُفن في البقيع بجوار عمِّه عقيل.

15-محمد بن زيد: وهو حفيد الإمام زين العابدين عليه السلام ، دُفن بجوار عقيل بن أبي طالب.

16- حليمة السَّعديَّة: مُرضِعة النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم ، دُفنت في آخر البقيع، باتِّجاه شمالِ شرق، قبرها معروف، وكانت تعلوه قبة ٌ كبيرة، وهُدمت من جلمة ما هُـدم.
وكان النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم يزور قبرها مراراً، هلي أُمُّهُ بالرَّضاعة.

17-اسماعيل بن الإمام الصادق عليه السلام : وهو ولده الأكبر، دُفن بجوار شهداء أُحد وشهداء الحرَّة (يأتي الحديث عنهم إن شاء الله). (إليه ينتسب أهلُ الفرقة الاسماعيليَّة).

18- أبو سعيد الخُدري: من أجلاَّء الصحابة، بقيَ مُخْلصاً لأمير المؤمنين عليه السلام ومُوالياً له، تُوفِّيَ بالمدينة ودُفن بالبقيع، جهة قبر السيدة حليمة السعدية (أقصى البقيع باتِّجاه شمال شرق، بتياسر بسيط للداخل من الباب، ثم يَلِجُ مستقيماً إلى آخر المقبرة).

19- عبد الله بن مسعود: من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن محبِّي علي عليه السلام ، كان من أكبر وأشهر قُرَّاء القرآن، وكان فقيهاً وقاضياً ومن أهل الاستشارة والنَّصيحة. قبره قرب قبر عثمان بن مظعون.

20- شهداء أُحُد: حيث سقط في هذه المعركة للمسلمين 70شهيداً، من جملتهم حمزة بن عبد المطَّلب عمُّ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم ... ونُقل الجرحى إلى المدينة المنوَّرة وكانت جراحات بعضهم بليغةً، أدَّت إلى وفاتهم فيما بعد، فدُفِنوا في البقيع. مكانهم معروف ويُحيط بهم جدار بارتفاع حوالي المتر.

21- شهداء الحرَّة: الحرَّة اسم مكان في المدينة الموَّرة حيث نزل جيشُ يزيد بن معاوية الآتي لمحاربة أهل المدينة لأنَّهم رفضوا مبايعته، فقاتلهم قتالاً شنيعاً، وفعل أفعالاً مهولة:
- قتل 7000 من المهاجرين والأنصار، من الصحابة والتابيعن والحُفَّاظ... من الهاشميين وغيرهم.
- استباح المدينة، ونهب الأموال، وأخذ أهلها عبيداً له... وهم الذين نصروا الإسلام وقامت دولتُهُ عندهم.

ويزيد نفسه هو الذي رمى الكعبة الشريفة بالمنجنيق!
دُفن الكثير من شهداء الحرَّة في البقيع بجوار شهداء أُحُد، وحولهم جدارٌ يُحيط بهم.

22- ومِمَّنْ دُفن في البقيع: محمد بن الحنفيَّة بن علي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وبعض أولاد أو أحفاد الأئمة السَّجَّاد والباقر والصادق والكاظم عليه السلام والمقداد، ومالك الأشتر، وزيد بن الأرقم، وحميدة ورُقيَّة زوجتا مسلم بن عقيل وأخيه عبد الرحمن، الحسن المثَّنى، جابر بن عبد الله الأنصاري، حسان بن ثابت، جعفر بن الحسن عليه السلام سهل بن سعد الساعدي، الأرقم بن أبي الأرقم، أُسامة بن زيد،... 1.


1- معالم مكة والمدينة / السيد سامي خضرا.