المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

منزلة الحج وفضله
الحج - شرعاً - مجموعة مناسك خاصة وهو ركن من الأركان التي بُنيَ عليها الاسلام كما ورد عن الامام الباقر عليه السلام: "بُني الاسلامُ على خمس على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية".

والحج بقسميه الواجب والمستحب عظيم الفضل جزيل الأجر، ولقد ورد عن النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين في فضله روايات كثيرة، فعن الامام الصادق عليه السلام: "الحاج والمعتمر وفد اللّه إن سألوه أعطاهم وإن دعوه أجابهم وإن شفعوا شفّعهم وإن سكتوا إبتدأهم ويعوّضون بالدرهم ألف ألف درهم".

حكم المُنكر لوجوب الحج والتارك له

وجوب الحج ثابت بالكتاب والسنة، وهو من ضروريات الدين، وتركه - ممن تحققت فيه الشروط الآتية مع العلم بوجوبه - من الكبائر.
قال اللّه تعالى في محكم كتابه : "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ".
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "مَن مات ولم يحجّ حجة الاسلام ولم يمنعه من ذلك حاجةٌ تجحف به أو مرضٌ لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه فليمت يهودياً أو نصراني".

أقسام الحج
ما يأتي به المكلّف من الحج إما أن يكون عن نفسه وإما عن غيره، والثاني يسمى بالحج النيابي، والأول إما أن يكون واجباً وإما مستحباً، والحج الواجب إما واجب في أصل الشريعة ويسمى بحجة الاسلام، وإما واجب بالعرض كما إذا وجب بالنذر أو بإفساد الحج.

ولكلّ من حجة الاسلام والحج النيابي شروط واحكام نذكرها في الباب الأول ضمن فصلين.
وينقسم الحج أيضاً إلى حج تمتع وإفراد وقران، والأول وظيفة من يبعد وطنه عن مكّة المكرمة ثمانية وأربعين ميلاً، أي ما يقارب تسعين كيلومتراً، والثاني والثالث وظيفة من يكون موطنه في مكّة أو في ما دون المسافة المذكورة.

ويختلف حجّ التمتّع عن الأخيرين في بعض المناسك والأعمال، وسوف نبيّن ذلك في الباب الثاني ضمن فصول.

والحمد لله رب العالمين