رجوع الى القائمة الحجّ في الروايات  

تَسويفُ الحَجّ وتَركُه

التّحذيرُ مِن تَركِهِ

رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: ما مِن عَبدٍ يَدَعُ الحَجّ لِحاجَةٍ مِن حَوائِجِ الدّنيا، إلّا رَأَى المُحَلّقينَ قَبلَ أن يَقضِيَ تِلكَ الحاجَةَ.
الإمام الباقر عليه السلام: كانَ في وَصِيّةِ أميرِالمُؤمِنينَعليه السلام: لا تَترُكوا حَجّ بَيتِ رَبّكُم فَتَهلِكوا.

الإمام الصادق عليه السلام: لَيسَ في تَركِ الحَجّ خَيرَةٌ.
سَماعَة: قالَ لي أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام: ما لَكَ لا تَحُجّ فِي العامِ؟ فَقُلتُ: مُعامَلَةٌ كانَت بَيني وبَينَ قَومٍ وأشغالٌ، وعَسى أن يَكونَ ذلِكَ خَيرَةً، فَقالَ: لا وَاللّهِ، ما فَعَلَ اللّهُ لَكَ في ذلِكَ مِن خَيرَةً.
ثُمّ قالَ: ما حُبِسَ عَبدٌ عَن هذَا البَيتِ إلّا بِذَنبٍ، وما يَعفو أكثَرُ.

تارِكُ الحَج

أ - كافِر
﴿وللّهِ ِ عَلَى النّاسِ حِجّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إلَيهِ سَبيلاً ومَن كَفَرَ فَإِنّ اللّهَ غَنِيّ عَنِ العالَمينَ.
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم -في وَصِيّتِهِ لِعَلِيّ عليه السلام -: يا عَلِيّ ُ، كَفَرَ بِاللّهِ العَظيمِ مِن هذِهِ الاُمّةِ عَشَرَةٌ:... ومَن وَجَدَ سَعَةً فَماتَ ولَم يَحُجّ.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم - مِمّا أوصى بِهِ عَلِيّاعليه السلام- : يا عَلِيّ، تارِكُ الحَجّ وهُوَ مُستَطيعٌ كافِرٌ يَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : ﴿وللّهِ ِ عَلَى النّاسِ حِجّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إلَيهِ سَبيلاً ومَن كَفَرَ فَإِنّ اللّهَ غَنِيّ عَنِ العالَمينَ. يا عَلِيّ، مَن سَوّفَ الحَجّ حَتّى يَموتَ بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ يَهودِيّا أو نَصرانِيّا.

عنه صلى الله عليه وآله وسلم: مَن مَلَكَ زادًا وراحِلَةً تُبَلّغُهُ إلى بَيتِ اللّهِ ولَم يَحُجّ فَلا عَلَيهِ أن يَموتَ يَهودِيّا أو نَصرانِيّا، وذلِكَ أنّ اللّهَ يَقولُ في كِتابِهِ: ﴿وللّهِ ِ عَلَى النّاسِ حِجّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إلَيهِ سَبيلاً.
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: مَن لَم يَمنَعهُ عَنِ الحَجّ حاجَةٌ ظاهِرَةٌ، أو سُلطانٌ جائِرٌ، أو مَرَضٌ حابِسٌ، فَماتَ ولَم يَحُجّ فَليَمُت إن شاءَ يَهودِيّا وإن شاءَ نَصرانِيّا.

عنه صلى الله عليه وآله وسلم : أيّهَا النّاسُ، إنّ اللّهَ فَرَضَ الحَجّ عَلى مَنِ استَطاعَ إلَيهِ سَبيلاً، ومَن لَم يَفعَل فَليَمُت عَلى أيّ حالٍ شاءَ يَهودِيّا أو نَصرانِيّا أو مَجوسِيّا، إلّا أن يَكونَ بِهِ مَرَضٌ حابَسَهُ، أو مَنعٌ مِن سُلطانٍ جائِرٍ. ألا لا نَصيبَ لَهُ في شَفاعَتي، ولا يَرِدُ حَوضي، ألا هَل بَلّغتُ؟

ب - تارِكٌ لِلشّريعَة

الإمام الصادق عليه السلام: إذا قَدَرَ الرّجُلُ عَلى ما يَحُجّ بِهِ ثُمّ دَفَعَ ذلِكَ عَنهُ، ولَيسَ لَهُ شُغلٌ يَعذِرُهُ بِهِ، فَقَد تَرَكَ شَريعَةً مِن شَرائِعِ الإِسلامِ.
عنه عليه السلام - أنّهُ سُئِلَ عَنِ الرّجُلِ يُسَوّفُ الحَجّ لا يَمنَعُهُ مِنهُ إلّا تِجارَةٌ تَشغَلُهُ أو دَينٌ لَهُ، فَقالَ- : لا عُذرَ لَهُ، لَيسَ يَنبَغي لَهُ أن يُسَوّفَ الحَجّ، فَإِن ماتَ فَقَد تَرَكَ شَريعَةً مِن شَرائِعِ الإِسلامِ.

الإمام الكاظم عليه السلام - في قَولِهِ تَعالى : ﴿هَل نُنَبّئُكُم بِالأَخسَرينَ أعمالًا -: إنّهُمُ الّذينَ يَتَمادَونَ بِحَجّ الإِسلامِ ويُسَوّفونَهُ.

ج - يَسأَلُ الرّجعَةَ عِندَ المَوت

الإمام الصادق عليه السلام - لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَجَلّ: ﴿فَأَصّدّقَ وأكُن مِنَ الصّالِحينَ - : قالَ : أصّدّقُ : مِنَ الصّدَقَةِ، وأكُن مِنَ الصّالِحينَ : أي أحُجّ.
ابنُ عَبّاس: مَن كانَ لَهُ مالٌ يُبَلّغُهُ حَجّ بَيتِ رَبّهِ، أو تَجِبُ عَلَيهِ فيهِ الزّكاةُ، فَلَم يَفعَل سَأَلَ الرّجعَةَ عِندَ المَوتِ. فَقالَ رَجُلٌ: يَابنَ عَبّاسٍ اتّقِ اللّهَ، إنّما سَأَلَ الرّجعَةَ الكُفّارُ! قالَ: سَأَتلو عَلَيكَ بِذلِكَ قُرآنًا: ﴿يا أيّهَا الّذينَ آمَنوا لا تُلهِكُم أموالُكُم ولا أولادُكُم عَن ذِكرِ اللّهِ، ﴿وأنفِقوا مِمّا رَزَقناكُم مِن قَبلِ أن يَأتِيَ أحَدَكُمُ المَوتُ - إلى قَولِهِ - : واللّهُ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ.

د - يُحشَرُ أعمى

أبو بَصير: سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عَزّوجَلّ: ﴿ومَن كانَ في هذِهِ أعمى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أعمى وأضَلّ سَبيلاً ، فَقالَ: ذلِكَ الّذي يُسَوّفُ نَفسَهُ الحَجّ - يَعني حَجّةَ الإِسلامِ - حَتّى يَأتِيَهُ المَوتُ.
عنه: سَمِعتُ أبا عبدِاللّهِعليه السلام يَقولُ: مَن ماتَ وهُوَ صَحيحٌ موسِرٌ لَم يَحُجّ فَهُوَ مِمّن قالَ اللّهُ عَزّوجَلّ: (ونَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أعمى قالَ: قُلتُ: سُبحانَ اللّهِ! أعمى ؟! قالَ: نَعَم، إنّ اللّهَ عَزّوجَلّ أعماهُ عَن طَريقِ الحَقّ.
الإمام الصادق عليه السلام: ﴿ومَن كانَ في هذِهِ أعمى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أعمى وأضَلّ سَبيلاً نَزَلَت فيمَن يُسَوّفُ الحَجّ حَتّى ماتَ ولَم يَحُجّ فَهُوَ أعمى ، فَعَمِيَ عَن فَريضَةٍ مِن فَرائِضِ اللّهِ1.


1-الحج والعمرة في الكتاب والسنة / العلامة محمد الريشهري.