الحجّ إقامة لذكر الله
وتسكين للقلوب
قال رسول الله صلى الله عليه واله:إنّما فُرضت الصلاة، وأُمر بالحجّ والطواف،
وأُشعِرَتِ المناسك لإقامة ذكر الله، فإذا لم يكن في قلبك للمذكور الذي هو المقصود
والمبتغى عظمةً ولاهيةً فما قيمة ذكرك.
عن جابر بن يزيد الجعفي قال:خدمت سيد الأنام أبا جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام
ثمانية عشرة سنة فلما أردت الخروج ودَّعته وقلت: أفدني، فقال: بعد ثمانية عشر سنة
يا جابر؟ قلت: نعم إنّكم بحر لا ينزف ولا يبلغ قعره فقال: يا جابر بلّغ شيعتي عنّي
السلام وأعلمهم أنّه لا قرابة بيننا وبين الله عزّ وجلّ، ولا يتقرَّب إليه إلاّ
بالطاعة له، يا جابر من أطاع الله وأحبّنا فهو وليّنا، ومن عصى الله لم ينفعه حبّنا.
يا جابر من هذا الذي يسأل الله فلم يعطه؟ أو توكّل عليه فلم يكفه؟ أو وثق به فلم
ينجه؟
يا جابر أنزل الدّنيا منك كمنزل نزلته تريد التحوّل عنه، وهل الدّنيا إلاّ دابّة
ركبتها في منامك فاستيقظت وأنت على فراشك غير راكب، ولا آخذ بعنانها، أو كثوب لبسته،
أو كجارية وطئتها، يا جابر الدّنيا عند ذوي الألباب كفيء الظلال:"لا إله إلاّ
الله إعزاز لأهل دعوته، الصلاة تثبيت الإخلاص وتنزيه عن الكبر، والزكاة تزيد في
الرزق، والصيام والحج تسكين القلوب، القصاص والحدود حقن الدّماء، وحبّنا أهل البيت
نظام الدّين، وجعلنا الله وإيّاكم من الذين يخشون ربّهم بالغيب وهم من الساعة
مشفقون". الحجّ إستنقاذ من الظلمة.
عن مجاهد، عن عبد الرحمن قال:خرج النبيّ صلى الله عليه واله على أصحابه فقال: رأيت
الليلة عجباً، رأيت رجلا من اُمّتي يعذّب في القبر فأتاه الوضوء فاستنقذه، ورأيت
رجلا من اُمّتي قد احتوشته ملائكة العذاب فاستنقذته صلاته، ورأيت رجلا من اُمّتي
يلهث عطشاً كلّما ورد حوضاً منع فاستنقذه صيامه، ورأيت رجلا بين يديه ظلمة فاستنقذه
حجّه وعمرته1.
1-الحج
في السنة / معاونية شؤون الحج .
|