علّة وجوب الحجّ
الإمام أبو الحسن الرضا عليه السلام: إنّ علّة الحجّ الوفادة إلى الله عزّوجلّ،
وطلب الزيادة، والخروج من كلّ ما اقترف، وليكون تائباً مما مضى مستأنفاً لما
يستقبل، وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان، وحظرها عن الشهوات واللّذات
والتقرّب في العبادة إلى الله. والخضوع والاستكانة والذلّ، شاخصاً في الحرّ والبرد،
والامن والخوف، دائباً في ذلك دايماً.. وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة
والرهبة إلى الله عزّ وجلّ.
ومنه ترك قساوة القلب، وخساسة الأنفس، ونسيان الذكر، وانقطاع الرجاء والأمل، وتجديد
الحقوق، وحظر الأنفس عن الفساد، ومنفعة مَن في المشرق والمغرب، ومَن في البرّ
والبحر ممّن يحجّ وممّن لا يحجّ; مِن تاجر وجالب وبايع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء
حوائج أهل الاطراف، والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها، كذلك (ليشهدوا منافع لهم).
وعنه عليه السلام في علّة الطواف بالبيت: أنّ الله تبارك وتعالى قال للملائكة:
﴿إِنِّي
جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا
وَيَسْفِكُ الدِّمَاء﴾
فردّوا على الله هذا الجواب، فعلموا أنّهم أذنبوا فندموا فلاذوا بالعرش فاستغفروا.
فأحبّ الله أن يتعبّد بمثل ذلك العباد، فوضع في السماء الرابعة بيتاً بحذاء العرش
يُسمّى الضُراح، ثم وضع في السماء الدنيا بيتاً يسمّى (البيت المعمور) ثم أمر آدم
فطاف به، فتاب الله عليه، وجرى ذلك في ولده الى يوم القيامة1 .
1- الحج والعمرة ومعرفة الحرمين / الشيخ علي الافتخاري
الگلپايگاني.
|