فضل الحج والعمرة
وفيه أمور:
1 - فضلهما في روايات العترة
أقول: كفى في فضلهما واجباً ومندوباً ما وردت عن العترة الطاهرة عليهم السلام من
وفود العبد على سيّده، ونزوله في بيته، ومحل ضيافته وأمنه، فعن الصادق عليه السلام:
الحاج والمعتمر وفد الله، إن سألوه أعطاهم، وإن دعوه أجابهم، وإن شفعوا شفعهم، وإن
سكتوا ابتدأهم - ويعوّضون بالدرهم ألف درهم.
وفي حديث، مَن أمّ هذا البيت وهو يعلم أنّه البيت الذي أمره الله به، وعرفنا أهل
البيت حق معرفتنا كان آمناً في الدنيا والآخرة.
وعن علي أمير المؤمنين عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من
أراد دنياً وآخرة فليؤم هذا البيت، ما أتاه عبد فسأل الله دُنياً إلاّ أعطاه منها،
أو سأله آخرة إلاّ ذخر له منها.
وعنه عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيّها الناس عليكم بالحج
والعمرة. فتابعوا بينهما فإنّهما
يغسلان الذنوب، كما يغسل الماء الدرن، وينفيان الفقر كما ينفي النار خبث الحديد.
وعنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: العمرة إلى العمرة كفّارة ما بينهما،
والحجّة المتقبّلة ثوابها الجنّة، ومن الذنوب ذنوب لاتغفر إلاّ بعرفات.
الإمام الباقر عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم:
معاشر الناس! حجّوا البيت فما ورده أهل بيت إلاّ استغنوا، ولاتخلّفوا إلاّ افتقروا.
معاشر الناس! ما وقف بالموقف مؤمن، إلاّ غفر الله له ما سلف من ذنبه الى وقته.
فضلهما في روايات أهل السنّة
البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: العمرة الى العمرة كفّارة لما
بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة.
أسرار الحجّ للغزالي; قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حجة مبرورة خير من
الدنيا وما فيها، وحجة مبرورة ليس لها جزاء الاّ الجنة.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: مَن حجّ البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه
كيوم ولدته أمّه.
وفي التاج الجامع للاصول: من أراد الحج فليتعجّل، فإنّه قد يمرض المريض وتضلّ
الراحلة وتعرض الحاجة.
2 - الحجّ وما يترتب عليه
الإمام الصادق عليه السلام: مَن حجّ حجّة الإسلام فقد حلّ عقدة من النار من
عنقه، ومَن حجّ حجّتين لم يزل في خير حتى يموت، ومَن حجّ ثلاث حجج متوالية، ثم حجّ
أو لم يحج فهو بمنزلة مدمن الحجّ.
3 - قصر العمر في ترك الحجّ
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مَن خرج من مكّة وهو لايريد العود إليها
اقترب أجله ودنا عذابه.
4 - طول العمر مع نيّة العود
الإمام الصادق عليه السلام، عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد
الله يقول: مَن رجع من مكّة وهو ينوي الحجّ من قابل زيد في عمره.
5 - الحاج في ضمان الله تعالى
الإمام الصادق عليه السلام: الحاج والمعتمر في ضمان الله، إن مات متوجهاً غفر
الله له ذنوبه، وإن مات محرماً بعثه الله ملبّياً، وإن مات بأحد الحرمين بعثه الله
من الآمنين، وإن مات منصرفاً غفر الله له جميع ذنوبه.
6 - أقل ما يرجع به الحاج
الإمام الصادق عليه السلام: إنّ أدنى ما يرجع به الحاج الذي لايقبل منه، أن يحفظ
في أهله وماله. قال الراوي: قلت: بأي شيء يحفظ فيهم؟ قال عليه السلام: لايحدث فيهم
إلاّ ما كان يحدث فيهم وهو مقيم معهم.
7 - الحاج ثلاثة
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحاج ثلاثة: فأفضلهم نصيباً رجل غفر له
ذنبه; ما تقدّم منه وما تأخّر، ووقاه عذاب القبر، وأمّا الذي يليه فرجل غفر له
ذنبه; ما تقدّم منه، ويستأنف العمل فيما بقي من عمره، وأمّا الذي يليه فرجل حفظ في
أهله وماله.
8 - الحجّ في كلّ سنة
عيسى بن أبي منصور: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: يا عيسى إنّي أحبّ أن يراك
الله - عزّ وجلّ - فيما بين الحجّ إلى الحج وأنت تتهيّأ للحجّ.
عذافر عن الصادق عليه السلام: ما يمنعك من الحجّ كلّ سنة؟ قلت: جعلت فداك العيال،
فقال عليه السلام: إذا متّ فمَن لعيالك؟ أطعم عيالك الخلّ والزيت، وحجّ بهم كلّ
سنة.
9 - إدمان الحجّ
الإمام الصادق عليه السلام: عليكم بحجّ هذا البيت فأدمنوه، فإنّ في إدمانكم
الحجّ دفع مكاره الدنيا عنكم، وأهوال يوم القيامة.
10 - من كان من شأنه الحج
الإمام الصادق عليه السلام: إذا كان الرجل من شأنه الحجّ كلّ سنة، ثم تخلّف سنةً
فلم يخرج، قالت الملائكة الذين على الأرض للّذين على الجبال: لقد فقدنا صوت فلان،
فيقولون: أطلبوه فيطلبوه فلا يصيبونه، فيقولون: اللّهم إن كان حبسه دين فأدّ عنه،
أو مرض فأشفه، أو فقر فأغنه، أو حبس ففرّج عنه، أو فعل فافعل به، والنّاس يدعون
لانفسهم وهم يدعون لمن تخلّف.
11 - كرامة الحاج عند الله تعالى
الإمام الصادق عليه السلام: إن الله - عزّ وجلّ - ليغفر للحاج ولأهل بيت الحاج
ولعشيرة الحاج، ولمن يستغفر له الحاج بقيّة ذي الحجّة والمحرّم وصفر وشهر ربيع
الاول وعشر من ربيع الآخر.
وفي الوسائل ج8 ص67 في ضمن الخبر التاسع - فإذا قضى نسكه غفر الله له ذنوبه وكأن ذا
الحجّة والمحرّم وصفر وشهر ربيع الاول اربعة أشهر تكتب له الحسنات، ولاتكتب عليه
السيئات، إلاّ أن يأتي بموجبة فإذا مضت الأربعة الاشهر خلط بالناس. وفي خبر آخر:
إلاّ أن يأتي بكبيرة.
12 - لِمَ لاتكتب عليه الذنوب؟
ابن خالد قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: لأيّ شيء صار الحاج لاتكتب عليه الذنوب
أربعة أشهر؟ فقال عليه السلام: إنّ الله أباح للمشركين الحرم في أربعة أشهر، إذ
يقول: (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) ثم وهب - لمن حجّ من المؤمنين البيت - الذنوب
أربعة أشهر. وفي رواية الصدوق من يوم حلق رأسه.
13 - الحجّ المندوب وسائر المندوبات
ابن عمّار، لمّا أفاض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلقّاه اعرابي بالابطح.
فقال يارسول الله:
إني خرجت أريد الحجّ ففاتني، وأنا رجل مميّل (يعني كثير المال) فمرني أصنع في مالي
ما ابلغ به ما يبلغ به الحاج. فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى أبي
قبيس، فقال: لو أنّ أبا قبيس لك زنته ذهبة حمراء انفقته في سبيل الله، ما بلغت به
ما بلغ الحاج.
أقول: ذكر الفيض قدس سره في الوافي، فقرات أخرى للحديث غير ما ذكرنا، بها يكشف
الستر عن وجه الحديث (لو أنفقت كذا ما بلغت كذا).
وفي بيانه قدس سره للذنوب انواع مختلفة في التأثير والتكدير، ومراتب متفاوتة في
الصغر والكبر فلعلّه بكلّ فعل وموقف يخرج من نوع أو مرتبة منها الى أن يطهر منها
جميعاً.
14 - التحذير عن منع الحجّ
إسحاق بن عمار: قال: قلت للصادق عليه السلام: إنّ رجلا استشارني في الحج، وكان ضعيف
الحال، فأشرت اليه أن لايحج، فقال عليه السلام: ما اخلقك أن تمرض سنة قال: فمرضت
سنة. أي ما اليق بك وأجدر.
وعنه عليه السلام: ليحذر أحدكم أن يعوّق أخاه عن الحج فتصيبه فتنةٌ في دنياه مع
ما يدّخر له في الآخرة.
15 - طهور المال للحجّ
الامام الكاظم عليه السلام: نحن أهل بيت، حجّ صرورتنا ومهور نسائنا وأكفاننا من
طهور أموالنا.
16 - الانصراف عن الحجّ مع التوبة
الطبرسي في الاحتجاج، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: معاشر الناس، حجّوا
البيت بكمال الدين والتفقّه، ولاتنصرفوا عن المشاهد، الاّ بتوبة واقلاع.
17 - لابدّ للحجاج من ثلاث
الامام الصادق عليه السلام: ما يعبوء بمن يؤّم هذا البيت اذا لم يكن فيه ثلاث
خصال: ورع يحجزه عن محارم الله، وحلم يملك غضبه، وحسن الصحابة لمن صحبه 1.
1- الحج والعمرة ومعرفة الحرمين / الشيخ علي الافتخاري
الگلپايگاني.
|