حج إبراهيم وإسماعيل عليه
السلام
عليُّ بن إبراهيم، عن أبيه؛ والحسين بن محمّد، عن عبدويه بن عامر؛ ومحمّد بن يحيى،
عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن عقبة
بن بشير، عن أحدهما عليه السلام قال: إنّ الله عزَّ وجلَّ أمر إبراهيم ببناء الكعبة
وأن يرفع قواعدها ويرى النّاس مناسكهم، فبنى إبراهيم وإسماعيل البيت كلَّ يوم سافاً
حتّى انتهى إلى موضع الحجر الأسود. قال: أبو جعفر عليه السلام فنادى أبو قبيس
إبراهيم عليه السلام إنّ لك عندي وديعة، فأعطاه الحجر فوضعه موضعه، ثمَّ إنَّ
إبراهيم عليه السلام أذَّن في الناس بالحجِّ فقال: أيّها الناس إنّي إبراهيم خليل
الله إنَّ الله يأمركم أنْ تحجّوا هذا البيت فحجّوه، فأجابه من يحجُّ إلى يوم
القيامة، وكان أوّل من أجابه من أهل اليمن قال: وحجَّ إبراهيم عليه السلام هو وأهله
وولده، فمن زعم أنَّ الذَّبيح هو إسحاق فمن هاهنا كان ذبحه.
وذكر عن أبي بصير أنّه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله عليه السلام يزعمان أنّه إسحاق،
فأمّا زرارة فزعم أنّه إسماعيل.
محمّد بن يحيى؛ وأحمد بن إدريس، عن عيسى بن محمّد بن أبي ايّوب؛ عن عليّ بن مهزيار،
عن الحسين بن سعيد، عن عليّ بن منصور، عن كلثوم بن عبد المؤمن الحرَّانيّ، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: أمر الله عزَّ وجلَّ إبراهيم عليه السلام أن يحجّ ويحجّ
إسماعيل معه ويسكنه الحرم، فحجّا على جمل أحمر وما معهما إلاّ جبرئيل عليه السلام،
فلمّا بلغا الحرم قال له جبرئيل: يا إبراهيم أنزلا فاغتسلا قبل أن تدخلا الحرم،
فنزلا فاغتسلا وأراهما كيف يتهيّئان للإحرام ففعلا، ثمَّ أمرهما فأهلاّ بالحجّ
وأمرهما بالتلبيات الأربع الّتي لبّى بها المرسلون، ثمَّ صار بهما إلى الصفا فنزلا،
وقام جبرئيل بينهما واستقبل البيت فكبّر الله وكبّرا وهلّل الله وهلّلا وحمد الله
وحمدا ومجّد الله ومجّدا، وأثنى عليه وفعلا مثل ذلك، وتقدَّم جبرئيل وتقدَّما
يثنيان على الله عزَّ وجلَّ ويمجّدانه حتّى انتهى بهما إلى موضع الحجر، فاستلم
جبرئيل الحجر وأمرهما أن يستلما، وطاف بهما أُسبوعاً، ثمَّ قام بهما في موضع مقام
إبراهيم عليه السلام فصلّى ركعتين وصلّيا، ثمَّ أراهما المناسك وما يعملان به.
(الحديث) 1.
1-حج الأنبياء والأئمة عليه السلام / معاونية
شؤون التعليم والبحوث الإسلامية في الحجّ. |