جبال مكَّة
مكَّة المكرَّمة مُحاطة ٌ بالجبال الشامخة والوعرة، خاصة ما يُحيط بالمسجد الحرام.
أمّا الأماكن المستوية والمنبسطة، والطرق العريضة، ومواضع السكن فهي بفعل الجهد
البشري، خاصة في العقود الأخيرة.
ويُلاحظ ذلك من كثرة الأنفاق الهائلة والضخمة الموجودة حالياً في مكة، والتي يعبر
فيها قاصدوها وزائروها.
ومن أهمِّ جبال مكة مما له قدسيَّة خاصة أو وقع فيه حدثٌ عظيم:
1- جبل أبي قُبيس: من أهم الجبال في مكة، يقع شرق المسجد الحرام، ويُرى من داخل
المسجد وارتفاعه 420متراً، وهو:
أ- أول جبل الحجر الأسود متسودعاً عنده، زمن طوفان نوح، لذلك يُسمَّى الأمين.
ج- يُشرف على الكعبة الشريفة.
د- بُنيت الكعبة على أصل مُتَّصلٍ بجبل أبي قُبيس.
هـ- كانت الدار الأولى لاجتماع المسلمين، دار الأرقم، بأسفل أبي قُبيس.
و- تلَّةُ الصفا هي أيضاً على أصل ٍ من أصول قُبيس(مقابل الحجر الأسود).
ز- وقعت معجزة إنشقاق القمرعليه.
اليوم بُنيت عليه عمارات شاهقة ضخمة، ونُسف تمامُ جزئه المتَّصل بالصفا، وتغيَّرت
الكثير من معالمه، وجُعل له جدار صخم من الأسمنت، كأنَّه سدٌّ منيع.
2- جبل قُعيقعان: وهو من أُسس مكة بعد أبي قبيس، ويُسمَّى اليوم" جبل الهندي"،
وإرتفاعه حوالي 430 متراً.
المروة تقع في أصله (مقابل الصفا في أبي قُبيس).
وهو الآن عامرٌ بالأبنية الضخمة من جميع أطرافه وجهاته وارتفاعاته، حتى كأنَّه لا
يبدو جبلاً.
3- جبل النور: (راجع غار حراء): وهو هبط جبرائيل عليه السلام بالقرآن، وكان قبل
البعثة محلَّ اعتكاف رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم وتهجُّدِه.
إرتفاعه نحو 634متراً، والصعود إلى أعلاه حيث غار حراء، بحاجة لجهد وصبر... وهو
مقصود ٌ على مدار السَّنة.
ويمتاز عن غيره بأنَّ الأساس الأوَّل للكعبة الشريفة كان محجارته، إضافة لميِّزاته
المذكورة آنفاً.
وتشرَّف هذا الجبل بأنَّه موطئُ أقدامِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...
وبورك لِمَنْ قال عند وصوله إلى الغار:
أُمـرِّغُ فـي حِـرآء أديـمَ وجهي
وأُبصـرُ فيـه من نـورٍ بهـي
لعلِّـي أن أَمَـسَّ بِحَرِّ وجهـي
ترابـاً مسَّـهُ قـدمُ النَّبـي
4-جبل ثور: يبعد عن المسجد الحرام 3كلم، لجهة المِسْفلة وإرتفاعه795متراً.
لجأ إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طريق هجرته، ليلة مبيت أمير
المؤمنين عليه السلام فراشه.
ونزل في ذلك قرآنٌ يُطَمْئنه(سورة التوبة، الآية40).
5- جبل ثَبير: جبل مشهور، ولِمَنْ أراد أن يعرفه بسهولة، فهو يقع على يسارك وأنت
تتَّجه من مكَّة إلى مِنى، وهذا الجبل يُقابل جبل النور، ويمتد حتى يصل إلى أواخر
مِنى.
جبل ثَبير هو الذي أُهبط عليه كبشُ الفداء لسيدنا اسماعيل عليه السلام .
6- شِعب أبي طالب: وهو المكان الذي حوصر فيه بنو هاشم وبنو عبد المطَّلب، وضُيِّق
عليهم معنوياً فلا يُجالَسون ولا يُكلُّمون ولا يُزوَّجون... ومادياً فلا يصِلُهم
طعام ٌ ولا شراب.
فصبروا على ذلك ثلاث سنين مُرَّة... ولما يئس الكفار، قرَّروا قتل النَّبي صلى الله
عليه وآله وسلم في داره ليلاً، فكان موعدُ الإيثار والشجاعة في مبيت علي عليه
السلام ، ودوامُ الرحمة الإلهية بهجة النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم .
يقع هذا الشِّعب خلف الصفا والمروة 1.
1- معالم مكة والمدينة / السيد سامي خضرا.
|