مِنى ومعالمها
مِنى: سُمِّيت كذلك لِما يُمنى فيها من الماء عند اجتماع الحجاج في ليالٍ معيَّنة
(ليلة 11-12-13 ذي الحجَّة).
أي يُتمنَّى ويُرجى الحصول على الماء.
أو لِما يُمنى فيها من الدعاء، أي يُتمنَّى ويُرجى قبول الدعاء.
ورُوي أن جبرائيل عليه السلام لَمَّا أراد أن يفارق آدم عليه السلام ، قال له:
تمنَّ، فقال: أتمنَّى الجنَّة، فسُمِّيت بذلك لأُمنيته, وقيل لتمنَّي إبراهيم فيها
أن يجعل الله مكانَ ابِنهِ كبشاً يأمره بذبحه فديةً له، فأعطاه الله مُناه. جواهر
الكلام،ج19،ص100.
وهذا المكان، أقرب المشاعر إلى مكَّة، وفيه أعمالٌ واجبة مُعيَّنة.
وفي مِنى الجمرات التي تقدَّم الحديث عنها، والجمرة في اللغة هي الحصاة، وكان العرب
يرمون الجمرات منذ ما قبل الإسلام، لِما نُقل أنَّ أبا الأنبياء إبراهيم عليه
السلام أُحي إليه بذبح ابنه اسماعيل في تلك الجهة، فاعترضه الشيطان هناك لكي لا
يفعل، فأخذ حصيَّاتٍ ورماه بها.
كان ذلك عند الجمرة الأولى (الصغرى).
فذهب الشيطان إلى هاجر ليُقبَّح له عملَ إبراهيم، وليوقع الفتنة بينهما، فأخذت
الحجارة ورمته بها.
كان ذلك عند الجمرة الثانية(الوسطى).
فذهب الشيطان الى اسماعيل يُشفِّع له عمل أبيه، فأخذ قبضةً من الحصى ورماه بها.
مجمع البحرين، مادة مِنى.
وكان ذلك عند الجمرة الثالثة.
ويرمز الرجم الفعلي إلى معانى باطنيَّة في مخالفة الشيطان والهوى.
وكان الرجم معروفاً عند الأُمم السابقة 1.
1- معالم مكة والمدينة / السيد سامي خضرا.
|